كان عنوان الدراسة السابقة التي قام بها الباحث الزيلعي ـ وفقه الله ـ: ( اختيارات ابن تيمية في التفسير: جمعاً وترتيباً ودراسة ). أمّا هذه الدراسة فعنوانها: ( اختيارات ابن تيمية وترجيحاته في التفسير: جمعاً ودراسةً ).. بإضافة ذكر الترجيحات. ذلك أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حينما يسوق الآية المختلف فيها؛ تارة يذكر قولاً واحداً، لا يذكر غيره، أو يذكر أقوالاً في الآية، ويميل إلى أحدها، مع تصحيح باقيها. أو يصحّحها جميعاً دون ميل لأحدها، على أنّ الآية تحتملها كلّها، وذلك من باب اختلاف التنوّع؛ وهذا هو الاختيار.
وتارة يذكر الأقوال في الآية، ويرجّح أحدها، ويردّ الأقوال الأخرى بلفظ صريح واضح، كالحكم عليها بالبطلان، أو الضعف، أو الغلط، ونحو ذلك، مع ذكر الأدلّة على بطلانها وضعفها، وهذا هو الترجيح.
ولما كان الأمر كذلك؛ كان إضافة لفظ الترجيحات إلى العنوان أدلّ على مضمون هذه الدراسة. وإن كان بعض الباحثين يرى أنّ الترجيح داخل في معنى الاختيار، لكن التفريق بينهما هو الأدقّ والأظهر، والله تعالى أعلم.
وأمّا الدراسة، فالمقصود بها دراسة هذه الاختيارات والترجيحات من وجهين:
؟ أحدهما: دراستها من حيث الأسباب، والصيغ، والأساليب، والوجوه، والآثار، ونحو ذلك.
؟ الثاني: دراستها مقارنة باختيارات الأئمّة الآخرين، من العلماء والمفسرّين، وترجيحاتهم، مع المناقشة والترجيح بحسب الطاقة والقدرة.
خطّة البحث :
خطة البحث تتكون من: مقدّمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة.
ـ المقدمة :
وتشتمل على: أهميّة الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهج الكتابة فيه.
ـ التمهيد : ابن تيمية، وجهوده في التفسير بإيجاز.
ويتضمّن:
؟ ـ ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية.
؟ ـ جهود ابن تيمية في التفسير بإيجاز.
؟ ـ منهج ابن تيميّة في الاستدلال بالآيات والاستشهاد بها، وأثر ذلك في الاختيار والترجيح.