؟ قوله تعالى: ﴿ وسلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر.. ﴾[ الأعراف: ١٦٣- ١٦٦ ]. فقد وردت عدّة روايات في هذه القصّة، في بعضها أنّهم احتالوا على ما حرّم الله من الصيد يوم السبت، وفي بعضها أنّهم اصطادوا دون ذكر الاحتيال، وقد اختار الشيخ ـ رحمه الله ـ الجمع بين الروايات، وأنّ المجمل منها يبيّنه المفسَّر، وذكر أنّ ذلك هو الذي دلّ عليه الكتاب والسنّة(١).
٢. لغة القرآن.
والمراد به اللغة التي نزل بها القرآن، وهي لغة قريش.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿.. ويتلوه شاهد منه.. ﴾[ هود: ١٧ ].
اختار الشيخ ـ رحمه الله ـ أنّ معنى ( يتلوه ): يتبعه. وقد بيّن وجه اختياره لذلك بقوله: " والقرآن نزل بلغة قريش الموجودة في القرآن، فإنّها تفسَّر بلغته المعروفة فيه إذا وُجدت، لا يُعدل عن لغته المعروفة مع وجودها، وإنّما يُحتاج إلى غير لغته في لفظ لم يوجد له نظير في القرآن.. ".
إلى أن قال: " والتلاوة قد وُجدت في القرآن. واللغة المشهورة بمعنى الاتّباع. وكثير من المفسّرين لا يذكر في هذه الآية القول الصحيح.. "(٢).
٣. دلالة سبب النزول:
معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية كما ذكر الشيخ في مقدّمته في التفسير(٣)، وهو وجه معتبر من وجوه الاختيار.
ومن الأمثلة على ذلك:
؟ قوله تعالى: ﴿ يأيّها الذين ءامنوا لا تحرّموا طيّبت ما أحلّ الله لكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين ﴾[ المائدة: ٨٧ ].
ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في قوله: ( ولا تعتدوا ) قولين:
o أحدهما: لا تفعلوا من العبادة ما يضرّ، وهو قول الجمهور.
o والثاني: لا تأتوا ما نهى الله عنه.

(١) ينظر: الفتاوى الكبرى: ٣/ ١٢٠. وينظر: ص ٤٢٤ من هذه الرسالة.
(٢) مجموع الفتاوى: ١٥/ ٨٨. وينظر: ص ٥٨٦ من هذه الرسالة.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى: ١٣/ ٣٣٩.


الصفحة التالية
Icon