وأما الفصل الثاني والثالث، وهو المتعلّق بـ ( صيغ الاختيار والترجيح وأساليبه ووجوهه.. )، فكذلك لم يتطرّق له أحد، سوى الباحث الأوّل محمّد بن زيلعي، في المقدار الذي درسه فقط، وهو السور الأربع الأولى من القرآن، وهذا المقدار قليل كما سبق، وهو غير واف ولا كاف لبيان منهج الشيخ التطبيقيّ، وقد أشار إلى ذلك الباحث نفسه في حديثه عن منهج الشيخ كما سبق قريباً.
وأما الفصل الرابع، وهو: ( أثر اختيارات الشيخ وترجيحاته على من بعده )، فقد تطرّق
الباحث ناصر الحميد في رسالته ( ابن تيمية ومنهجه وأثره في التفسير ) إلى أثر الشيخ فيمن بعده من المفسّرين، والفرق بين ما ذكره وما سأذكره يتلخّص فيما يلي:
١. أن الباحث ذكر أثر الشيخ فيمن بعده في الدراسات القرآنيّة على وجه العموم، ومنها التفسير، أمّا ما سأذكره فهو خاصّ بالاختيارات.
٢. أنّ الباحث ذكر أثر الشيخ على خمسة من الأعلام، وهم: ابن القيّم، وابن كثير، والقاسميّ، ومحمّد رشيد رضا، والذهبيّ. وقد اقتصرت على اثنين منهم، وهما الإمام ابن القيّم، والحافظ ابن كثير. وأضفت إليهما: الحافظ ابن رجب، عليهم جميعاً رحمة الله تعالى.
هذه هي الفروق بين دراستي التي سأقوم بها والدراسات السابقة..
أمّا الجديد في هذه الدراسة، فيتلخّص فيما يلي:
أوّلاً: التمهيد، وقد ذكرت فيه: منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستدلال بالآيات والاستشهاد بها، فإنّ للشيخ منهجاً فريداً في ذلك، ولم أر من تحدّث عنه أو أشار إليه.
ثانياً: فيما يتعلّق بالقسم الأوّل، الجديد فيه ما يلي:
١. ذكر أسباب الاختيار والترجيح في التفسير عند ابن تيمية.
٢. ذكر أساليب الاختيار والترجيح وصيغه عند ابن تيمية في المقدار المقرّر دراسته.
٣. ذكر وجوه الاختيار والترجيح عند ابن تيمية، في المقدار المقرّر دراسته.
٤. ذكر أثر اختيارات الشيخ وترجيحاته في التفسير على من بعده من المتقدّمين والمتأخّرين.