وقد صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم (٧١) وتأريخ ٢١/١٠ / ١٣٩٩هـ بأنَّ المحافظة على كتابة المصحف بالرسم العثماني هو المُتَعَيِّن، وقد أيَّد هذه الفتوى مجلس المجمع الفقهي الإسلامي بمكة(١)، ورجَّح هذا القول اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية(٢).
وإتماماً للفائدة سأُورِدُ جزءاً من قرار مجلس المجمع الفقهي، وفيه أيضاً الإشارة إلى فتوى هيئة كبار العلماء:
" فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي قد اطلع على خطاب الشيخ..... الذي ذكر فيه موضوع ( تغيير رسم المصحف العثماني إلى الرسم الإملائي). وبعد مناقشة هذا الموضوع من قبل المجلس، واستعراض قرار هيئة كبار العلماء بالرياض، رقم (٧١) وتأريخ (٢١/١٠/١٣٩٩هـ. الصادر في هذا الشأن، وما جاء فيه من ذكر الأسباب المقتضية بقاء كتابة المصحف بالرسم العثماني وهي:
١- ثبت أن كتابة المصحف بالرسم العثماني كانت في عهد عثمان- رضي الله عنه-، وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معيَّن، ووافقه الصحابة، وتابعهم التابعون، ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، وثبت أن النبي - ﷺ - قال:( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) (٣)، فالمحافظة على كتابة المصحف بهذا الرسم هو المتعيِّن، اقتداء بعثمان، وعلي، وسائر الصحابة، وعملاً بإجماعهم.

(١) ينظر: قرارات المجمع الفقهي بمكة المكرمة. القرار الثاني ص(١٣٥).
(٢) ينظر: مقال بعنوان" كتابة المصحف" إعداد اللجنة الدائمة، مجلة البحوث الإسلامية، العدد (٦) ص(٤٩ ).
(٣) تقدم تخريجه في مناقشة القول الثاني من هذه المسألة.


الصفحة التالية
Icon