قبل الشروع بعرض المسألة يَحْسُن التعريف بها، فكتابة المصحف بغير العربية هي: أن تكتب الآية القرآنية أو السورة بالحروف الإفرنجية كالفرنسيّة والانجليزية على أن يكون النطق باللغة العربية (١). ومثال ذلك : قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (٥٠) ﴾ [الأنعام (٥٠)]، فإنها تكتب بالحروف اللاتينية على النحو التالي:
Qul-laaa'aquulu lakum 'indii khazaaa-'inul-laahi walaaa a`-lamul-gayba wa laaa a`quulu lakum innii malak.'In 'attabi-'u 'illaa maa youhaa 'ilayy.Qul hal yasta-wil-'a'-maa wal-basiir؟ 'Afalaa tatafak-karuun؟
وقد اختُلِف في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: تحريم كتابة المصحف بغير العربية. أورده السيوطي(٢)، وقال به محمد رشيد رضا وغيره(٣).
القول الثاني : جواز كتابة المصحف بغير العربية ؛ بل الدعوة إلى ذلك، والعمل به.
وممن تبَنَّى ذلك بعض المعاصرين منهم :
(٢) ينظر: الإتقان (٢/٤١٨).
(٣) ينظر: مجلة المنار عدد (٦) ص (٢٧٧). إلا أنه أجازه عند الضرورة مؤقتاً لأفراد لا يعرفون العربية على نحو خاص، ثم يُجتهد في تعليمهم.