* دراسة الترجيح:-
قال بعض المفسرين(١) إن "ما" في هذه الآية موصولة، أي وإذ اعتزلتموهم واعتزلتم معبوديهم من دون الله.
وقيل إن "ما" مصدرية، والتقدير، واعتزلتم عبادتهم غير الله تعالى(٢).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن "ما" في هذه الآية تحتمل الوجهين السابقين، فيحتمل أن تكون موصولة، ويحتمل أن تكون مصدرية، وعلى كلا الاحتمالين فهي معطوفة على الضمير المنصوب في قوله تعالى "اعتزلتموهم"(٣)، وقد أشار إلى هذا بعض المفسرين(٤)
- والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى ﴿ * وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (١٧) ﴾ [الكهف: ١٧].
* اختلف العلماء في المراد بهذه الآية على قولين هما:-
(٢) ذكر هذا القول ابن الأنباري في البيان في غريب إعراب القرآن ٢/١٠٢، والعكبري في إملاء ما من به الرحمن ٢/٩٩، والسمين الحلبي في الدر المصون ٤/٤٤٠ وغيرهم.
(٣) ينظر: روح المعاني للألوسي ١٥/٣١٨.
(٤) ممن أشار إلى احتمال "ما" للوجهين:-
ابن الأنباري في البيان في غريب إعراب القرآن ٢/١٠٢، والعكبري في إملاء ما من به الرحمن ٢/٩٩، والهمذاني في الفريد في إعراب القرآن المجيد ٣/٣١٧، والسمين الحلبي في الدر المصون ٤/٤٤٠، والبيضاوي في أنوار التنزيل ٢/٦، والشوكاني في فتح القدير ٣/٣٧٩، والألوسي في روح المعاني ١٥/٣١٨.