عند قوله تعالى ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (٩) ﴾ [الكهف: ٩]، ذكر أقوال العلماء في المراد بـ"الرقيم" ثم قال: [وأظهر الأقوال عندي بحسب اللغة العربية وبعض آيات القرآن أن الرقيم معناه المرقوم، فهو فعيل بمعنى مفعول، من رقمت الكتاب إذا كتبته....](١).
وأيضاً عند قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ $ZR$s%ِچèù... ﴾ [الأنفال: ٢٩]، ذكر أقوال العلماء في المراد بالفرقان ثم قال: [لكن الذي يدل القرآن واللغة على صحته في تفسير الآية المذكورة.. أن المراد به الفصل بين الحق والباطل لأن الفرقان مصدر زيدت فيه الألف والنون وأريد به الوصف أي الفارق بين الحق والباطل..](٢).
وأيضاً عند قوله تعالى ﴿ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ [يوسف: ٢٤]، ذكر اختلاف العلماء في المراد بالآية ثم قال [هذا الوجه - أن يوسف لم يقع منه همٌ أصلاً بل هو منفي عنه لوجود البرهان - هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه...](٣)، ونحو ذلك من الأمثلة.
- المبحث الخامس -
- الترجيح بدلالة الألفاظ الأصولية -
من وجوه الترجيح التي استعملها الشنقيطي - رحمه الله - الترجيح بدلالة الألفاظ الأصولية.

(١) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٤١.
(٢) المرجع السابق ١/٤٤٠.
(٣) المرجع السابق ٢/٣٦.


الصفحة التالية
Icon