ابن كثير(١)، وقال بعض المفسرين إن المراد بالخير العمل الصالح، وممن قال بهذا القول:
ابن جريج(٢) والحسن(٣) ومجاهد(٤).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما سبق أن الآية الكريمة تحتمل الأوجه السابقة، والأولى حملها على العموم، وإن كان بعضها أقرب للمعنى المراد من بعض ولكن يستحسن عدم قصر الآية عليه، وهو ما يلمس من كلام ابن جرير(٥)، وهو ما مال إليه الزمخشري في تفسيره(٦)،

(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٢٧٤ حيث قال (والأحسن في هذا ما رواه الضحاك عن ابن عباس (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير" أي من المال. وفي رواية لعلمت إذا اشتريت شيئاً ما أربح فيه فلا أبيع شيئاً إلا ربحت فيه ولا يصيبني الفقر).
(٢) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي، الإمام المجتهد الحافظ، صاحب التصانيف، كان من أوعية العلم، توفي سنة ١٥٠هـ.
ينظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ٣/١٦٣، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٦/٣٢٥.
(٣) هو الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد، مولى زيد بن ثابت، تابعي ثقة فقيه، له كتاب (التفسير)، توفي سنة ١١٠هـ.
ينظر: الطبقات الكبرى لابن سعد ٧/١٥٦، وطبقات المفسرين للداوودي ص١٠٦.
(٤) ينظر: جامع البيان للطبري ٦/١٤١، والمحرر الوجيز لابن عطية ٧/٢٢٢، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٧/٢٩٥، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٢٧٤، والدر المنثور للسيوطي دار الكتب العلمية بيروت، ط١، ١٤١١هـ، ٣/٢٧٦. وغيرها.
(٥) جامع البيان للطبري ٦/١٤١، فقد قال في قوله تعالى: ﴿ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ﴾ أي لأعددت الكثير من الخير، فنلاحظ أنه عمم ولم يخصص مع أنه ذكر الخلاف في الآية ولم يرجح أي قول.
(٦) الكشاف للزمخشري، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة العبيكان الرياض، ط١ ١٤١٨هـ [٢/٥٤٠].
وهو محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أبو القاسم، يلقب بجار الله لأنه جاور بمكة زماناً، النحوي اللغوي المفسر، صاحب التصانيف، كان معتزلياً مجاهراً بذلك، توفي سنة ٥٣٨هـ.
ينظر: إنباه الرواة للقفطي ٣/٢٦٥، وطبقات المفسرين للداوودي ص٥١٠.


الصفحة التالية
Icon