وقال بعض المفسرين إن سبب عدم كتابة البسملة هنا هو أن سورة التوبة كانت تعدل سورة البقرة فنسخ أولها فسقطت معه البسملة(١).
وقيل إن سبب عدم كتابة البسملة هنا أن ذلك كان على عادة العرب أنهم إذا كتبوا كتاباً فيه نقض عهد أسقطوا منه البسملة فلما أرسل النبي - ﷺ - علياً رضي الله عنه ليقرأها عليهم في الموسم قرأها ولم يبسمل على عادة العرب في شأن نقض العهد(٢).
وقيل إن سبب عدم كتابة البسملة هنا أن الصحابة لما اختلفوا: هل الأنفال والتوبة سورة واحدة أم سورتان ؟.. تركوا بينهما فرجة لقول من قال إنهما سورتان وتركوا البسملة لقول من قال إنهما سورة واحدة، فرضي الفريقان وثبتت حجتاهما في المصحف(٣).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما سبق أن البسملة لم تكتب في أول سورة التوبة لأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها على النبي - ﷺ - لكون البسملة رحمة وأمان، وبراءة نزلت بالسيف فليس فيها أمان - وهو ما عليه أكثر المفسرين - والله أعلم -.
- المراد بقوله تعالى: ﴿ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ﴾ [التوبة: ١ - ٢].
* اختلف العلماء فيمن جعل له أمان هذه الأربعة أشهر على أقوال منها:-
١- قيل إن هذه الأربعة أشهر أمان لجميع الكفار المعاهدين، وبعد انقضائها فلا عهد لكافر بل هو حرب.
٢- قيل إنها أمان لأصحاب العهود المطلقة، أو من كانت مدة عهده أقل من أربعة أشهر، أما أصحاب العهود المؤقتة الباقي من مدتها أكثر من أربعة أشهر فإنه يجب لهم إتمام مدتهم.
٣- قيل إنها أمانٌ للمشركين كافة، المعاهدين وغير المعاهدين.
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٨/٦٠، وأضواء البيان للشنقيطي ١/٤٨٢، وغيرهما.
(٣) المصدر السابق.