وقيل إنها فواتح للتنبيه والاستئناف ليعلم أن الكلام الأول قد انقضى(١).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقد م أن الحروف المقطعة من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه وهي سر الله في القرآن - وهو قول أكثر المفسرين من الصحابة غيرهم(٢) - ويؤيد هذا القول أنه مروي عن أكابر الصحابة وهم خير القرون فوجب أن يكون حقاً، وكذلك لعدم ورود نص صحيح في معنى هذه الحروف يعتمد عليه، ولكثرة الأقوال في المراد بهذه الحروف مما يدل على أن كل شخص قال فيها بمحض اجتهاده ولهذا لم تسلم من الاعتراض، وبهذا يتبين أن هذه الحروف مما استأثر الله بعلمه، هذا بالنسبة لذات هذه الحروف، [أما بالنسبة للحكمة منها فالذي يظهر - والله أعلم - أنها ذكرت لبيان إعجاز القرآن الكريم، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، واستقراء القرآن يؤيد هذا، وذلك أن السور التي افتتحت بهذه الحروف يذكر فيها دائماً عقب هذه الحروف الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وأنه الحق الذي لا شك فيه](٣).

(١) وهو مروي عن مجاهد كما في جامع البيان للطبري ١٢/١١٨، ورجحه الأخفش في معاني القرآن ١/٢١، تحقيق هدى قراعة مطبعة المدني مصر ط١ ١٤١١هـ.
(٢) ينظر: التفسير الكبير للرازي ٢/١٠، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١/٢٠٠، البحر المحيط لأبي حيان ١/٦٠، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣٨، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ٢/١٦، فتح القدير للشوكاني ١/١٠٤، ١٠٧، روح المعاني للألوسي ١/١٦٧، وتيسير الكريم الرحمن للسعدي ١/٣١ وغيرها.
(٣) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣٩، أضواء البيان للشنقيطي ٢/٦، التحرير والتنوير لابن عاشور ١/٢١٢، تفسير القرآن الكريم [الفاتحة - البقرة] لابن عثيمين ١/٢٣، ونصر هذا الزمخشري في الكشاف ١/١٣٧.


الصفحة التالية
Icon