١٤- ابنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وهما : الدكتور عبدالله (١)، والدكتور محمد المختار(٢)، وهما يدرسان في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية -جعلهما الله خير خلف
لخير سلف- وغيرهم من طلاب العلم (٣).
سادساً : مكانته العلمية وثناء العلماء عليه :

(١) عبدالله بن محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، ولد في موريتانيا عام ١٣٦٨l، تخرج في كلية الشريعة والدعوة من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، حصل على الماجستير في تخصص التفسير عام ١٤٠٠l، ثم درجة الدكتوراه في عام ١٤٠٤l، ويعمل الآن أستاذاً مشاركاً في قسم التفسير بالجامعة الإسلامية، طبع له :( علاج القرآن للجريمة ) و ( الآيات المنسوخة ) وغيرها.
... مصدر الترجمة : اتصال هاتفي معه.
(٢) محمد المختار بن محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، ولد في شنقيط، وانتقل إلى المدينة النبوية، حصل على درجة البكالوريوس من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، ثم نال درجة الماجستير من الكلية نفسها في تخصص أصول الفقه عام ١٤٠١هـ، ثم درجة الدكتوراه في أصول الفقه أيضاً عام ١٤٠٤هـ، وعُين رئيساً لقسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية، ولا يزال يُدرِّس في الجامعة حتى الآن، شارك في دراسة وتحقيق كثير من الكتب منها :( شرح مراقي السعود )، وكتاب ( سلاسل الذهب ) للإمام الزركشي وغيرها.
مصدر الترجمة : اتصال هاتفي معه.
(٣) ينظر : ترجمة الشيخ الشنقيطي لعبدالرحمن السديس ص٢١٢ -٢٢٠، ومنسك الإمام الشنقيطي لعبدالله الطيار وعبدالعزيز الحجيلان ١/٢٨-٣٠، وجهود الشيخ الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف لعبدالعزيز الطويان ١/٧٢-٧٦.

قال :((... القول الثالث في المراد بالإحصار : أنه ما كان من المرض ونحوه خاصة، دون ما كان من العدو، وقد قدمنا أنه المنقول عن أكثر أهل اللغة، وإنما جاز التحلل من إحصار العدو عند من قال بهذا القول ؛ لأنه من إلغاء الفارق، وأخذ حكم المسكوت عنه من المنطوق به ؛ فإحصار العدو عندهم ملحق بإحصار المرض بنفي الفارق.
ولا يخفى سقوط هذا القول لما قدمنا من أن الآية الكريمة نزلت في إحصار العدو عام الحديبية، وأن صورة سبب النزول قطعية الدخول )) (١).
ثالثاً : وصف القول بالخطأ وعدم الصواب، مثل :
هو غلط، غلط كبير لا يجوز القول به، لا يجوز حمل القرآن عليه.
وهذه الصيغ ونحوها تدل على رد هذا القول، وترجيح القول الآخر في المسألة.
ومن الأمثلة على ذلك :
عند قوله تعالى :﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا tP

چxm عَلَيْكُمْ ﴾ [الأنعام : ١١٩].

قال :(( التحقيق أنه فصله لهم بقوله :﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ $·Bچutèرحمه الله عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً ﴾ [الأنعام: ١٤٥]، ومعنى الآية : أي شيء يمنعكم أن تأكلوا ما ذكيتم وذكرتم اسم الله عليه، والحال أن الله فصل لكم المحرم أكله عليكم في قوله: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ ﴾ الآية، وليس هذا منه.
وما يزعمه كثير من المفسرين من أنه فصله لهم بقوله: ﴿ ôMtBحhچمm عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [المائدة : ٣] فهو غلط ؛ لأن قوله تعالى :﴿ ôMtBحhچمm عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ من سورة المائدة وهي من آخر ما نزل من القرآن بالمدينة، وقوله :﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا tP

چxm عَلَيْكُمْ ﴾ [ الأنعام : ١١٩] من سورة الأنعام وهي مكية، فالحق هو ما ذكرنا، والعلم عند الله تعالى )) (٢).

(١) المرجع السابق ١/٩٨، وينظر للزيادة : ١/٩٥، ١٨٤، ٣٦٢.
(٢) أضواء البيان ١/٣٦٦، وينظر للزيادة : ١/١٨٢، ١٩٢، ٣٦٧.

اختلف في المراد بروح القدس في الآية على ثلاثة أقوال :
١- أنه جبريل عليه السلام.
٢- أنه الاسم الذي كان يحيي به الموتى.
٣- أنه الإنجيل.
ترجيح الشنقيطي - يرحمه الله - :
[ قوله تعالى: ﴿ çm"tRô‰ƒr&ur بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ هو جبريل على الأصح، ويدل لذلك قوله تعالى :﴿ tAu"tR بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ [الشعراء: ١٩٣] الآية، وقوله :﴿ !$sYù=y™ِ'r'sù إِلَيْهَا $sYxmrâ' ﴾ [ مريم : ١٧] الآية ] (١).
فالراجح عند الشنقيطي - يرحمه الله - في المراد بقوله تعالى :﴿ çm"tRô‰

ƒr&ur بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ أنه جبريل.


دراسة الترجيح :
قال أكثر المفسرين : إن المراد بروح القدس في قوله تعالى :﴿ çm"tRô‰

ƒr&ur بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ هو جبريل -عليه السلام-، ومن القائلين بذلك الآتي ذكرهم :

الطبري (٢)، والزجاج (٣)، والسمرقندي (٤)، والماوردي (٥)،
والواحدي(٦)، والبغوي(٧)، والزمخشري (٨)، وابن عطية (٩)، والنيسابوري(١٠)،

(١) أضواء البيان ١/٧١.
(٢) جامع البيان ٢/٣٢١.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ١/١٦٨.
(٤) بحر العلوم ١/١٣٥.
(٥) النكت والعيون للماوردي ١/١٥٦.
... والماوردي هو : علي بن محمد بن حبيب الماوردي الشافعي، أبو الحسن القاضي، له مصنفات في الفقه والتفسير والأصول والأدب، من تصانيفه ( الحاوي) في الفقه، والتفسير للقرآن الذي سماه ( النكت والعيون )، و ( الأحكام السلطانية )، وغيرها، توفي سنة ٤٥٠ l.
... ينظر : طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٥ / ٢٦٧، وطبقات المفسرين للسيوطي ص ٨٣، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص١٩.
(٦) الوسيط ١/١٧١.
(٧) معالم التنزيل ١/٩٢.
(٨) الكشاف ١/٢٩٤.
(٩) المحرر الوجيز ١/١٧٦.
(١٠) إيجاز البيان عن معاني القرآن ١/١١٠.
... والنيسابوري هو : محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي، أبو القاسم نجم الدين، العالم الفاضل، كان مفسراً لغوياً فقيهاً فصيحاً، صنف ( إيجاز البيان عن معاني القرآن )، توفي سنة ٥٥٣هـ.
... ينظر : طبقات المفسرين للداودي ص٥٠٨، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص٤٢٤، والأعلام للزركلي ٧/١٦٧.

هذا الحديث ليس بمحفوظ(١) انتهى بالمعنى من ابن كثير(٢).
وقد صح عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: (( من أطاق الحج فلم يحج فسواء مات يهودياً أو نصرانياً )) (٣) والعلم عند الله تعالى ](٤).
فالراجح عند الشنقيطي - يرحمه الله - في المراد بقوله :﴿ ومن كفر ﴾، أي ومن جحد فريضة الحج، فقد كفر والله غني عنه، واستدل له بما روي عن عكرمة ومجاهد في سبب نزول هذه الآية.
دراسة الترجيح:
قال أكثر المفسرين : المراد بقوله :( ومن كفر ) أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه، وممن قال بذلك من المفسرين:
الفراء(٥)، والطبري(٦)، والزجاج(٧)، والسمرقندي(٨)، والواحدي(٩)، والبغوي(١٠)،
وابن عطية(١١)، والرازي(١٢)، وأبو حيان(١٣)، والقاسمي(١٤).
وقال بعضهم : المراد بقوله :﴿ ومن كفر ﴾، أي ومن لم يحج على سبيل التغليظ البالغ في الزجر عن ترك الحج مع الاستطاعة، وممن قال بذلك من المفسرين:
الزمخشري(١٥)، والقرطبي(١٦)، وابن جزي(١٧)، وأبو السعود(١٨)، والألوسي(١٩).
(١) الكامل في ضعفاء الرجال لعبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق : يحيى مختار غزاوي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة، ١٤٠٩هـ، ٧/١٢٠.
(٢) ينظر: تفسير القرآن العظيم ١/٥٧٨.
(٣) ينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٥٧٨، والدر المنثور للسيوطي ٢/١٠٠.
(٤) ينظر: أضواء البيان ١/١٧٧.
(٥) معاني القرآن ١/١٦٠.
(٦) جامع البيان ٧/٥١.
(٧) معاني القرآن وإعرابه ١/٤٤٧.
(٨) بحر العلوم ١/٢٨٦.
(٩) الوسيط ١/٤٧٠.
(١٠) معالم التنزيل ١/٣٣٠.
(١١) المحرر الوجيز ١/٤٨٠.
(١٢) التفسير الكبير ٨/١٣٥.
(١٣) البحر المحيط ٣/٢٧٧.
(١٤) محاسن التأويل ٤/١٦٣.
(١٥) الكشاف ١/٤٤٩.
(١٦) الجامع لأحكام القرآن ٤/١٠٥.
(١٧) التسهيل ١/١١٤.
(١٨) إرشاد العقل السليم ٢/٦٢.
(١٩) روح المعاني ٤/١٣.

قال جمهور المفسرين : إن (ما) في قوله تعالى :﴿ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [النساء: ٢٢] موصولة واقعة على النساء التي نكحها الآباء.
وممن قال بذلك من المفسرين:
السمرقندي(١)، وابن العربي(٢)، وابن عطية(٣)، والرازي(٤)، والعكبري(٥)،
والقرطبي (٦)، وابن جزي (٧)، وأبو حيان (٨)، والسمين الحلبي (٩)، وأبو السعود (١٠)، والألوسي(١١)، وابن عاشور(١٢)، والسعدي(١٣).
وقال آخرون : إن ( ما ) مصدرية، وقوله :( من النساء ) متعلق بقوله :(تنكحوا) لا بقوله :(نكح)، أي : ولا تنكحوا من النساء نكاح آبائكم، والمراد ما كان يفعله آباؤهم من النكاح الفاسد، ومن القائلين بذلك:
الطبري(١٤)، والزجاج(١٥)، والنيسابوري(١٦).
تحرير المسألة:
الذي يتضح - مما سبق ذكره - أن ( ما ) في قوله تعالى :﴿ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ ﴾ موصولة واقعة على النساء التي نكحها الآباء، وهو ما اختاره أكثر المفسرين، ورجحه الشنقيطي في تفسيره.
قال ابن العربي :(( والمعنى الصحيح: ولا تنكحوا نساء آبائكم، ولا تكون (ما) هنا بمعنى المصدر ؛ لاتصالها بالفعل، وإنما هي بمعنى الذي، وبمعنى مَنْ، والدليل عليه أمران:
أحدهما: أن الصحابة إنما تلقت الآية على هذا المعنى، ومنه استدلت على منع نكاح الأبناء حلائل الآباء.
(١) بحر العلوم ١/٣٤٣.
(٢) أحكام القرآن ١/٤١٧.
(٣) المحرر الوجيز ٢/٣١.
(٤) التفسير الكبير ١٠/١٥
(٥) التبيان في إعراب القرآن ص١٠١.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ٥/٧٦.
(٧) التسهيل ١/١٣٥.
(٨) البحر المحيط ٣/٥٧٤.
(٩) الدر المصون ٣/٦٣٥
(١٠) إرشاد العقل السليم ١/١٥٩
(١١) روح المعاني ٤/٢٤٨
(١٢) التحرير والتنوير ٤/٢٩١
(١٣) تيسير الكريم الرحمن ٢/٣٢
(١٤) جامع البيان ٨/١٣٧.
(١٥) معاني القرآن وإعرابه ٢/٣٢.
(١٦) إيجاز البيان ١/١٩٩.

ذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بالقصر في قوله تعالى :﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [النساء: ١٠١] هو القصر من كيفيتها، ومن القائلين بذلك : الطبري(١)، وابن كثير(٢)، وغيرهما.
وذهب آخرون إلى أن المراد بالقصر هنا قصر الصلاة في السفر، أي النقص من عدد ركعاتها، ومن القائلين بذلك:
السمرقندي (٣)، والبغوي (٤)، وابن عطية (٥)، والرازي (٦)، والقرطبي(٧)، وابن جزي(٨)، والألوسي(٩)، والقاسمي(١٠)، وابن عاشور(١١)، وغيرهم.
تحرير المسألة:
(١) جامع البيان ٩/١٤٠.
(٢) تفسير القرآن العظيم ١/٨٢٩.
(٣) بحر العلوم ١/٣٨٢.
(٤) معالم التنزيل ١/٤٧١.
(٥) المحرر الوجيز ٢/٣٨٢.
(٦) التفسير الكبير١١/١٥.
(٧) الجامع لأحكام القرآن ٥/٢٤٧.
(٨) التسهيل ١/١٥٤.
(٩) روح المعاني ٥/١٣٢.
(١٠) محاسن التأويل ٥/٤١٤.
(١١) التحرير والتنوير ٥/١٨٣.

وقالت طائفة: نزلت في قطاع الطريق من المسلمين(١).
تحرير المسألة:
الذي يظهر - مما تقدم - أن قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ &s!qك™u'ur ﴾ الآية، نزلت في شأن العرنيين كما عليه أكثر المفسرين، وإن كانت قد تناولت حكم قطاع
الطريق من المسلمين كما اختاره الشنقيطي -يرحمه الله-.
قال ابن العربي :(( فإن قيل: وكيف يصح أن يقال : إنها في شأن العرنيين أقوى ؛ ولا يمكن أن يحكم فيهم بحكم العرنيين من سمل الأعين، وقطع الأيدي ؟ قلنا: ذلك ممكن ؛ لأن الحربي إذا قطع الأيدي وسمل الأعين فُعل به مثل ذلك إذا تعين فاعل ذلك. فإن قيل: لم يكن هؤلاء حربيين، وإنما كانوا مرتدين؛ والمرتد يلزم استتابته، وعند إصراره على الكفر يقتل ؟ قلنا : فيه روايتان : إحداهما: أنه يستتاب، والأخرى: لا يستتاب.. فإن قيل: فكيف يقال : إن الآية تناولت المسلمين، وقد قال تعالى :﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ &s!qك™u'ur ﴾ ؛ وتلك صفة الكفار ؟ قلنا : الحرابة تكون بالاعتقاد الفاسد، وقد تكون بالمعصية، فيجازى بمثلها، وقد قال تعالى :﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: ٢٧٩].
فإن قيل : ذلك فيمن يستحل الربا. قلنا : نعم، وفيمن فعله، فقد اتفقت الأمة على أن من يفعل المعصية يحارب، كما لو اتفق أهل بلد على العمل بالربا، وعلى ترك الجمعة والجماعة ))(٢).
وقول من قال : إن الآية نازلة في المشركين لا يخلو من نظر، وقد ضعف هذا القول بعض المفسرين كابن العربي(٣)، وابن عطية(٤)، والقرطبي(٥).
(١) ينظر: التفسير الكبير للرازي ١١/١٦٩.
(٢) ينظر: أحكام القرآن ٢/٦٩.
(٣) أحكام القرآن ٢/٦٩.
(٤) المحرر الوجيز ٢/١٨٣.
(٥) الجامع لأحكام القرآن ٦/٨٤.

وذهب البعض إلى أنه فصله لهم بقوله :﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ... الآية ﴾ [المائدة: ٣]، وممن اختار هذا القول من المفسرين:
الطبري(١)، والسمرقندي(٢)، والواحدي(٣)، والبغوي(٤)، والزمخشري(٥).
تحرير المسألة:
الذي يظهر -مما تقدم- أن الْمُفصِّل لقوله تعالى :﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ ﴾ هو قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ﴾ [الأنعام: ١٤٥]، وهو ما اختاره الشنقيطي - يرحمه الله - ؛ لأن قوله تعالى :﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [ المائدة : ٣ ] من آخر ما نزل بالمدينة، وسورة الأنعام مكية، فلا وجه للقول بأنها الآية التي وقع فيها التفصيل، وقد ضعّف هذا القول بعض المفسرين كالقرطبي(٦)، وأبي حيان(٧)، وابن عاشور(٨).
٦- إعراب ( أكابر مجرميها ) في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ﴾ [الأنعام: ١٢٣]
اختلف في إعراب قوله تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ﴾ على أقوال:
١- أن ( أكابر ) مضاف إلى ( مجرميها )، وهو المفعول الأول لجعل التي بمعنى صيّر، والمفعول الثاني هو الجار والمجرور ( في كل قرية ).
٢- أن ( مجرميها ) مفعول أول، و ( أكابر ) مفعول ثانٍ، أي جعلنا مجرميها أكابرها.
٣- أن ( أكابر ) هو المفعول الأول، و( مجرميها )، بدل من أكابر(٩).
(١) جامع البيان ١٢/٦٩.
(٢) بحر العلوم ١/٥٠٩.
(٣) الوسيط ٢/٣١٥.
(٤) معالم التنزيل ٢/١٢٦.
(٥) الكشاف ٢/٤٦.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ٧/٩٠.
(٧) البحر المحيط ٤/٦٣٠.
(٨) التحرير والتنوير ٨/٣٤.
(٩) ينظر: التبيان في إعراب القرآن للعكبري ص١٥٤، والدر المصون للسمين الحلبي ٥/١٣٤.

ôMtBحhچمm عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ حچƒح"Yدƒù:$# وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ èptƒدjٹuژyIكJّ٩$#ur وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ÷Lنêّٹھ.sŒ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ِNن٣د٩¨sŒ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ِNن٣sYƒدٹ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ ٥OّO} فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣) }... ٣... ٥١، ٣٤٩، ٣٥٠، ٣٦٠
﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ àM"sY|ءَsçRùQ$#ur مِنَ دM"sYدB÷sكJّ٩$# àM"sY|ءَsçRùQ$#ur مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ ِNن٣د=ِ٦s% إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ xفخ٦xm عَمَلُهُ وَهُوَ فِي دouچ½zFy$# مِنَ z`ƒخژإ£"sƒù:$# (٥) ﴾... ٥... ٢١٦


الصفحة التالية
Icon