فقد أخرج الشيخان(١) عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت :( دخل رسول الله - ﷺ - على ضباعة بنت الزبير(٢) فقال لها : لعلك أردت الحج ؛ قالت : والله ما أجدني إلا وجعه، فقال لها :( حجي واشترطي، وقولي : اللهم محلي حيث حبستني ).
القول الثالث في المراد بالإحصار :
أنه ما كان من المرض ونحوه خاصة دون ماكان من العدو، وقد قدمنا أنه المنقول عن أكثر أهل اللغة(٣)، وإنما جاز التحلل من إحصار العدو عند من قال بهذا القول ؛ لأنه من إلغاء الفارق، وأخذ حكم المسكوت عنه من المنطوق به، فإحصار العدو عندهم ملحق بإحصار المرض بنفي الفارق.
ولا يخفى سقوط هذا القول لما قدمنا من أن الآية الكريمة نزلت في إحصار العدو عام الحديبية، وأن صورة سبب النزول قطعية الدخول، كما عليه الجمهور وهو الحق.

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب ( الأَكْفاء في الدِّين ) رقم الحديث (٥٠٨٩)، ص٤٤٠ بنحوه، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب ( جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه ) رقم الحديث (٢٩٠٢) ص٨٧٦ بنحوه.
(٢) هي ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب الهاشمية، بنت عم النبي - ﷺ -، تزوجها المقداد بن عمرو البهراني الذي يعرف بالمقداد بن الأسود، ولها أحاديث منها الاشتراط في الحج، روى عنها الأعرج، وعروة بن الزبير.
... ينظر : الاستيعاب لابن عبدالبر ص٩٠٠، وتقريب التهذيب لابن حجر ص ٦٦٧.
(٣) تقدم ذكره في أول الترجيح.

الذي يظهر - مما تقدم - أن المراد والمعني بالآية : هم اليهود فيما بينهم - وهو ما
عليه أكثر المفسرين - كما هو صريح سياق الآية الكريمة، فإنها في اليهود، ولا مانع من حملها على اليهود والنصارى فيما بينهم ؛ لتقدم ذكرهم في قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ﴾ [ المائدة : ٥١]، [ولشمول قوله عز وجل :﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ﴾ للفريقين](١)، كما تقدم في الآية قبل ذلك.
قال أبو حيان :(( والذي يظهر أن المعنى لا يزالون متباغضين متعادين، فلا يمكن اجتماع كلمتهم على قتالك، ولا يقدرون على ضررك، ولا يصلون إليك، ولا إلى أتباعك ؛ لأن الطائفتين لا تواد بينهم فيجتمعان على حربك، وفي ذلك إخبار بالمغيب، وهو أنه لم يجتمع لحرب المسلمين جيش يهود ونصارى مُذ كان الإسلام إلى هذا الوقت))(٢) والله تعالى أعلم.
١١- إعراب قوله تعالى :﴿ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ﴾
قال تعالى: ﴿ وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [ المائدة : ٧١]
اختلف العلماء في إعراب قوله تعالى :﴿ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ﴾ في هذه الآية على أقوال منها:
١- أنه بدل من واو الفاعل في قوله: ﴿ عَمُوا وَصَمُّوا ﴾ كقولك: جاء القوم أكثرهم.
٢- أنه خبر مبتدأ محذوف أي : العمي والصم كثير منهم.
٣- أنه فاعل (صموا)، والواو علامة الجمع لا الضمير.
٤- أنه مبتدأ والجملة قبله خبره، أي : كثير منهم عموا (٣).
ترجيح الشنقيطي - يرحمه الله - :
(١) روح المعاني للألوسي ٦/١٨٢.
(٢) البحر المحيط ٤/٣١٧.
(٣) ينظر : التبيان في إعراب القرآن للعكبري ص ١٣٢، والدر المصون للسمين الحلبي ٤/٣٧٠ - ٣٧٢.

رفيع بن مهران ( أبو العالية )... ١٢٧
زبيد بن الحارث اليامي... ٢٣٢
زيد بن ثابت... ٣٢٥
زينب بنت جحش... ٣٢٨
سالم بن معقل ( مولى أبي حذيفة )... ١٢٧
سبرة بن معبد الجهني... ٢١٨
سعد بن مالك الخدري (أبو سعيد)... ٦٩
سعيد بن جبير... ١٢٦
سعيد بن مسعدة ( الأخفش)... ١٨١
سفيان بن سعيد الثوري... ٢٣٢
سليمان بن الأشعث بن إسحاق ( أبو داود )... ٦٧
صالح بن فوزان آل فوزان... ٢١
صالح بن كيسان المدني... ٢٣٠
صالح بن محمد اللحيدان... ٢١
صيفي بن الأسلت... ٢٠٥
ضباعة بنت الزبير... ١٢١
الضحاك بن مزاحم الهلالي... ١٠٨
طاوس بن كيسان... ١٢٦
عائشة بنت أبي بكر الصديق... ٥٥
عامر بن شراحيل ( الشعبي )... ٢٩٨
العباس بن مرادس السُّلَمي... ٨١
عبدالله بن أحمد ( ابن قدامة)... ١٥٦
عبدالله بن أحمد محمود ( النسفي)... ١٢٥
عبدالله بن الحسين بن أبي البقاء (العكبري)... ١٤٦
عبدالله بن عدي الجرجاني... ١٦٧
عبدالله بن عباس... ١١٨
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين... ٢٠
عبدالله بن عبدالرحمن بن عوف ( أبو سلمة )... ٣٢٥
عبدالله بن عثمان ( أبو بكر الصديق)... ٤١
عبدالله بن عمر بن الخطاب... ٥٩
عبدالله بن عمر بن محمد ( البيضاوي)... ١٧٦
عبدالله بن غديان... ٢٠
عبدالله بن لهيعة... ٢٨٦
عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي... ٢٣
عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري... ١٠٩
عبدالله بن مسلمة القعنبي... ٢٣١
عبدالله بن يوسف بن أحمد ( ابن هشام)... ١٣٩
عبدالله بن يوسف التنيسي... ٢٣١
عبدالحق بن غالب الغرناطي ( ابن عطية)... ٧٧
عبدالرحمن بن أبي الحسن ( ابن الجوزي)... ٩٩
عبدالرحمن بن أبي بكر ( السيوطي)... ٩٩
عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري... ٢٣٢
عبدالرحمن بن زبيد اليامي... ٢٣٢
عبدالرحمن بن صخر الدوسي ( أبو هريرة)... ٦٠
عبدالرحمن بن عمرو ( الأوزاعي)... ٢٣٤
عبدالرحمن بن ناصر ( السعدي)... ٨٣
عبدالرحمن بن محمد بن إدريس ( ابن أبي حاتم )... ١٦٦
عبدالرحمن بن محمد ( ابن الأنباري)... ١٨١
عبدالرزاق بن همام اليمني الصنعاني... ٦٨
عبدالعزيز بن صالح آل صالح... ٢٠
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز... ٤


الصفحة التالية
Icon