نقيًّا، وإن شاهدت سلوكه وجدته حسنًا طيبًا. فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأَتْرُجَّةِ: ريحُها طيبٌ وطعمُها طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحَانَةِ: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: لا ريح لها وطعمها مر" ١.
ويخبرنا عبد الله بن مسعود أن من أحب القرآن يحبه الله ورسوله فيقول: "من أحب أن يحبه الله ورسوله فلينظر: فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله"٢.
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين فضل القرآن، فمن أراد المزيد فليرجع إلى كتب الحديث فهي زاخرة بمثل ذلك.

١ أخرجه البخاري "٩/ ٥٨" في فضائل القرآن، ومسلم رقم: ٧٩٧، باب فضيلة حافظ القرآن، والترمذي ٢٨٦٩، باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن وغير القارئ، وأبو داود ٤٨٣٠، والنسائي "٨/ ١٢٤، ١٢٥"، وابن ماجه ٢١٤، انظر جامع الأصول "ج: ٢، ص٤٥٣".
٢ قال الهيثمي في مجمع الزوائد "ج: ٧، ص١٦٥" باب فضل القرآن، رواه الطبراني ورجاله ثقات.

فضل تلاوة القرآن الكريم
مدخل
...
٢- فضلُ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ:
إن من أجلِّ العبادات وأعظم القربات إلى الله -سبحانه وتعالى- تلاوة القرآن الكريم، فقد أمر بها سبحانه وتعالى في قوله: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ ١، كما أمر بها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما رواه أبو أمامة -رضي
١ سورة المزمل: ٢٠.


الصفحة التالية
Icon