يقول ابن عقيل عن نفسه :( وأما أهل بيتي : فإن بيت أبي كلهم أرباب أقلام وكتابة، وشعر وآداب، وكان جدي محمد بن عقيل كاتب حضرة بهاء الدولة، وهو المنشئ لرسالة عزل الطايع وتولية القادر، ووالدي أنظر الناس وأحسنهم جزلاً وعلماً، وبيت أمي(١) بيت الزهري صاحب الكلام والدرس على مذهب أبي حنيفة )(٢)، وله ولدان ماتا في حياته أحدهما : أبو الحسن عقيل، يقول عنه والده :( مات ولدي عقيل، وكان قد تفقه وناظر وجمع أدباً حسناً )(٣)، والآخر : أبو منصور هبة الله، يقول عنه والده :( قال لي ابني لما تقارب أجله : يا سيدي قد أنفقت وبالغت في الأدوية والطب والأدعية، ولله تعالى فيّ اختيار، فدعني مع اختياره، قال : فوالله ما أنطق الله سبحانه وتعالى ولدي بهذه المقالة التي تشاكل قول إسحاق لإبراهيم :¼ `شWإ<ت@... †Wع S$£Wع`ëSTژ " [الصافات: ١٠٢] إلا وقد اختاره الله تعالى للحظوة )(٤).
رابعاً : شيوخه :

(١) قيل إن أبا الفضل الزهري يكون جداً لابن عقيل من جهة أمه، وأبو الفضل : هو عبيدالله بن عبدالرحمن بن عوف، ينظر : المنتظم ٧/ ١٦٦، وفي بعض المصادر ( أبي ) ولا أستطيع الجزم بشيء منهما، لأن ابن عقيل لم يذكر شيئاً عن أحد والديه أكثر من النص الوارد، ونقله عنه من ترجم له دون إضافات تتعلق بوالده لكن يفهم إغفال المصادر وسكوت ابن عقيل عن والده أنه نشأ يتيماً، ومما يؤكد هذا ما أشار إليه من معاناته من الفقر حيث قال :( وعانيت من الفقر والنسخ بالأجرة ) مما يدل على فقد من يعوله واعتماده على نفسه حتى هيأ الله له من يعوله ليتفرغ للعلم والتعليم، وستأتي الإشارة إليه في : مكانته العلمية، والله أعلم.
(٢) المنتظم ٩/ ٢١٣، الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٣.
(٣) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٦٤.
(٤) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٦٥.


الصفحة التالية
Icon