٣- القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء البغدادي الحنبلي، وهو شيخه في الفقه، وقد صرح ابن عقيل أنه شيخه في الحديث حيث قال :( أخبرنا شيخنا القاضي الإمام أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء بالإجازة وهي عندي عظة مع سماعي منه كثير ما عنده... ثم ساق الحديث بسنده )(١).
٤- كما يتأكد لي أن ابن عقيل كان يرجع لكتب الأئمة الستة وقليلاً ما ينص على من خرجه منهم، فيحيل أحياناً على الصحيحين، أو على أحدهما(٢).
المبحث الثالث
مصادر الفقه :
برع ابن عقيل في الفقه وأصوله، وتلقى ذلك عن أئمة زمانه، قال ابن الجوزي عنه :( وجمع علوم الأصول والفروع، وصنف فيها الكتب الكبار )(٣).
وقد استقى فقهه من الكتاب(٤) والسنة(٥) وأقوال الصحابة(٦) ومذاهب الأئمة، بعد أن اطلع عليها، واختار الراجح بالدليل منها - وإن كان ممن تمذهب على مذهب الإمام أحمد وعظمه كما سيأتي في مذهبه - ولذلك يتكرر في كتابه التذكرة أسماء أئمة المذاهب(٧)، وأتباعهم(٨)، لا سيما أتباع الإمام أحمد فقد أكثر النقل عنهم(٩).
ومن العلماء الذين تأثر بهم ابن عقيل في الفقه ونهل من علمهم أكثر من غيرهم :
(٢) ينظر مثلاً : الفنون ١/ ١٢٨، ٢/ ٦٣٥.
(٣) المنتظم ٩/ ٢١٣.
(٤) ينظر : التذكرة ص ٩٧.
(٥) ينظر : التذكرة ص ١٧٤.
(٦) ينظر : التذكرة ١٩٩.
(٧) ينظر على سبيل المثال : التذكرة ص ١٩٠، ١٩٦، ٢٠٠، ٢١٤، ٢٣٣.
(٨) ينظر : التذكرة ص ٢٠٠.
(٩) كالخرقي (ت: ٣٣٤)، وابن حامد (ت: ٤٠٣)، ينظر : التذكرة ٤٥، ٥٦.