٢- ابن التبان، وهو علي بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو القاسم الوزان، نص ابن عقيل أنه من شيوخه في الأصول(١)، ويؤيد هذا النصوص السابقة، ونقل عنه ابن عقيل في فنونه(٢).
وقد رجع ابن عقيل عن هذا الخطأ وأعلن براءته من مذاهب مبتدعة الاعتزال وغيره، ومن صحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والترحم على أسلافهم، والتكثر بأخلاقهم(٣).
ونقل شيخ الاسلام عن ابن عقيل قوله في ذم الكلام وأهله :( فإني أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا ذلك - أي الجوهر والعرض - ولا تذاكروه، فإن رضيت أن تكون مثلهم بإيمان ليس فيه معرفة هذا فكن، وإن رأيت طريقة المتكلمين اليوم أجود من طريقة أبي بكر وعمر والجماعة فبئس الاعتقاد والرأي، قال : ثم هذا علم الكلام قد أفضى بأربابه إلى الشكوك وأخرج كثيراً منهم إلى الإلحاد بشم روائح الإلحاد من فلتات كلامهم )(٤).
ولكن قد يبقى شيئ عالق في الذهن بسبب تأثره السابق بالاعتزال ومشايخه، ولذا يقول ابن رجب :( إن أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد وابن التبان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة، وتأول لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله )(٥).
ثم رجع ابن عقيل بعد توبته إلى عدد من العلماء وأيد أقواله في الصفات بأقوالهم، حيث يقول :( ووجدنا رواة أخبار الصفات أئمة المسلمين وصدورهم والمرجوع إليهم في الفتاوى وجميع أمور الإسلام كسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والحمادين(٦)، وسفيان
(٢) ينظر : الفنون ١/ ٢٤٠.
(٣) ينظر : تحريم النظر في علم الكلام ص ٣٣، الذيل ١/ ١٤٤، ص ١٩ من هذا البحث.
(٤) درء تعارض العقل والنقل ٨/ ٤٨، وينظر : تلبيس إبليس ص ٨٥.
(٥) الذيل ١/ ١٤٤.
(٦) حماد بن سلمة، وحماد بن زيد.