فيُقال : إنما لم يجب القضاء على الكافر ؛ لأن الإسلام جُعِل مسقطاً لما سلف، لئلا يكون وجوب القضاء تنفيراً عن الإسلام ؛ فقد يسلم بعد كبر، فإذا علم أنه يلزمه قضاء ما ترك في عمره من صلاة أو صيام أو زكاة، نفَّره ذلك عن اختيار الإسلام واعتقاده، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى :¼ شSTخ WفےY،PVصPYض Nv... èS£WةW{ ـMX... N... éSنWچقWے َ£WةpTTçإSے ySنVض †QWع `ںTWخ ًبVصWھ " [الأنفال: ٣٨]، وقوله - ﷺ - لعمرو بن العاص - رضي الله عنه - :" أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله "(١)، فهذا يدل على أن الإسلام هو المسقط لما سبقه من الواجب.
وأما استدلالهم بقول النبي - ﷺ - لمعاذ - رضي الله عنه - وكتابه إلى قيصر ؛ فالجواب عنه أن يُقال :
إنه - ﷺ - لم يأمره بأن يدعوهم لفروع الشريعة أولاً ؛ لأنه لا يصح منهم فعله في حال كفرهم، فبدأ بما يصح فعله وهو الإيمان، ويؤيد هذا : أنه ثنى في حديث معاذ : بالأمر بالصلاة وغيرها من فروع الشريعة(٢). والله أعلم.
(٢) يراجع في هذه المسألة : العدة ٢ / ٣٦٤، الواضح ٣/ ١٣٢، نهاية السول ص ٧٢، البحر المحيط للزركشي ٢/ ١٢٤، التقرير والتحبير ٢/ ٨٧، روضة الناظر ١/ ١٤٥.