والذي يظهر لي إمكان الجمع بين القولين، بأن يكون المعنى : أن إيذاء الله يكون بانتقاصه أو مخالفة أمره أو ارتكاب نهيه، ومن هذا الإيذاء إيذاء أوليائه، لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - ﷺ - :" إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب "(١).
فيكون من قال بالقول الأول فسر الآية بالمثال، ولكن لا ريب أن التفسير بالعموم أقوى وأولى وأسلم ؛ لأن هذا هو ظاهر الآية وتخصيصه بأحد المعاني يحتاج إلى دليل، والأدلة تؤيد القول بالعموم : فقد جاء في الصحيحين أن النبي - ﷺ - قال :" قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار "(٢).
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - :" قال الله : كذَّبني بن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك ؛ فأما تكذيبه إياي : فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي : فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولداً "(٣).
ففي هذا الحديث تفسير للشتم والتكذيب بأنه : نسبة النقص إلى الله تعالى الله عن ذلك.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب تفسير سورة حم الجاثية ( ٤٨٢٦ )، ومسلم في كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها باب النهي عن سب الدهر (٢٢٤٦) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب ¼ N... éRض†WTخWè W،WPVTژ@... JًS/@... %... _ںVضWè IS$مWقHTW™`‰TSھ " [البقرة: ١١٦] (٤٤٨١).