القول الثالث : في أمر الله. قاله مجاهد(١)، والزجاج(٢)، والأصفهاني(٣).
القول الرابع : في طاعة الله. قاله الحسن(٤)، والنحاس(٥).
القول الخامس : في ذكر الله. قاله مقاتل(٦)، والضحاك(٧).
والذي أختاره أن المعاني الأربعة الأخيرة كلها صحيحة، فتفسير السلف للتفريط في جنب الله بهذه المعاني من باب ذكر المثال على نوع من أنواع التفريط(٨).
قال الطبري في معنى الآية :( على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به، وقصرت في الدنيا في طاعة الله، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل )(٩)، ثم ذكر روايات السلف.
وقال الزجاج :( معناه : على ما فرطت في الطريق الذي هو طريق الله الذي دعاني إليه، وهو توحيد الله، والإقرار بنبوة رسوله وهو محمد - ﷺ - )(١٠).
وقال النحاس :( المعنى : في جنب أمر الله، على التمثيل، أي : على الطريق الذي يؤدي إلى الحق، وهو الإيمان )(١١).
وقال ابن عطية :( وقوله تعالى :¼ ء gˆ؟قW- JًY/@... " [الزمر: ٥٦] معناه : في مقاصدي إلى الله وفي جهة طاعته، أي : في تضييع شريعته والإيمان به، والجنب يعبر به عن هذا ونحوه )(١٢).

(١) ينظر : معاني القرآن للنحاس ٦/ ١٨٦.
(٢) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٥٩.
(٣) المفردات ص ١١٢.
(٤) ينظر : تفسير السمرقندي ٣/ ١٨٣.
(٥) معاني القرآن ٦/ ١٨٦، وينظر : الوجيز ٢/ ٩٣٧، البرهان للزركشي ٢/ ٨٤.
(٦) تفسير السمرقندي ٣/ ١٨٣.
(٧) زاد المسير ٧/ ٦٠.
(٨) ينظر : تفسير ابن كثير ٧/ ٣٠٤٩، تفسير النسفي ٣/ ٦٣.
(٩) جامع البيان ٢٠/ ٢٣٤.
(١٠) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٥٩.
(١١) معاني القرآن ٦/ ١٨٦.
(١٢) المحرر الوجيز ٤/ ٥٣٨.


الصفحة التالية
Icon