وذهب جماعة إلى أن معنى الزكاة في هذه الآية : أنهم لا يفعلون ما يصيرون به أزكياء.
قال ابن عطية :( قال ابن عباس والجمهور : الزكاة في هذه الآية، لا إله إلا الله التوحيد، كما قال موسى لفرعون :¼ شWه ًذVPض uvّVضXM... ـKV... uّPV{W¥WTژ (١٨) " [النازعات: ١٨]، ويرجح هذا التأويل : أن الآية من أول المكي وزكاة المال إنما نزلت بالمدينة، وإنما هذه زكاة القلب والبدن، أي : تطهيره من الشرك والمعاصي )(١).
وقد أزال هذا الإشكال وجمع بين القولين ابن كثير حيث قال :( لا يبعد أن يكون أصل الصدقة والزكاة كان مأموراً به في ابتداء البعثة، كقوله تبارك وتعالى :¼ N... éSTژ... ƒٍWè ISمPVحWڑ WzَéTWTے -YâY †fTTTT±Wڑ " [الأنعام: ١٤١]، فأما الزكاة ذات النصب والمقادير فإنما بُين أمرها بالمدينة، ويكون هذا جمعاً بين القولين، كما أن أصل الصلاة كان واجباً قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف فرض الله تعالى على رسوله - ﷺ - الصلوات الخمس وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك شيئاً فشيئاً، والله أعلم )(٢).
وبهذا نصل إلى أن قول ابن عقيل هو الصحيح وأن هذه الآية صالحة لما استدل بها له.

(١) المحرر الوجيز ٥/ ٥.
(٢) تفسير ابن كثير ٧/ ٣٠٩٤.


الصفحة التالية
Icon