قال شيخ الإسلام :( ويُرجَع - يعني : في تفسير القرآن - إلى لغة القرآن، أو السنة، أو لغة العرب، ومن تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه، ويحرم بمجرد الرأي، وقال ابن عباس : التفسير على أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله )(١).
ويلاحظ ملاحظة بيِّنة اهتمام ابن عقيل بمعاني المفردات ومعاني الحروف ومرجع الضمائر، ولا شك أن هذا من الأهمية بمكان، وقد أفرد له العلماء مؤلفات مستقلة وهي المسماة : بـ كلمات القرآن، أو غريب القرآن ونحوها، وهناك من أفرد لمعاني الحروف أيضاً مؤلفاً(٢)، وبعضهم أفرد لها باباً مستقلاً ضمن مصنفاتهم، كأهل اللغة(٣)، وأهل الأصول(٤)، وبعض من ألف في القرآن وعلومه(٥)، ولم يغفلها أغلب المفسرين.
وكذلك مرجع الضمير فله أثر كبير في إيضاح المعنى وتيسير الفهم والتدبر، وقد نال حظاً وافراً من بحوث العلماء، وبيان القواعد في استعمالاته والترجيح بين احتمالاته(٦).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :( والمعتني بغريبه - يعني : تفسير القرآن - لا بد له من معرفة الحروف...) إلى أن قال :( ومنه : معرفة ما وضع له الضمير، وما يعود عليه )(٧).
(٢) مثل كتاب : رصف المباني في شرح حروف المعاني لأحمد بن عبدالنور المالقي، وكتاب الجنى الداني في حروف المعاني للحسن بن قاسم المرادي، وغيرها.
(٣) ينظر : مغني اللبيب ص ٢١ وما بعدها.
(٤) ينظر : العدة لأبي يعلى ١/ ٢٠٨ وما بعدها.
(٥) ينظر : تأويل مشكل القرآن ص ٢٧٨ وما بعدها، البرهان للزركشي ٤/ ١٧٥، الإتقان ٢/ ٤١٠.
(٦) ينظر : قواعد الترجيح عند المفسرين ٢/ ٥٨٣، قواعد التفسير ١/ ٣٩٨.
(٧) مقدمة التفسير مع الحاشية ص ١٤٣.