قال ابن عقيل :( لأن الجبهة تنزوي بالتعبيس في وجه الفقير، والجنب يلوى به عن الفقير، والظهر يُستدبر به الفقير، ولكل عضو من هجران الحقوق حظ ؛ فله من الوعيد مثله )(١).
ومما يلاحظ في تفسير ابن عقيل باللغة ما يلي :
١- تضلعه في اللغة العربية في عامة أبوابها، ويتبين هذا من خلال اهتمامه بمعاني الكلمات، ومعاني الحروف، ومرجع الضمائر، ونحوها.
٢- احتجاجه بلغة العرب في الترجيح، فيقول مثلاً :( وعلى هذا لغة العرب، لا نعرف سوى ذلك )(٢).
٣- ذكر الأوجه البلاغية في الآيات، والترجيح بقوله مثلاً :( واستعمال كذا أبلغ من كذا )(٣).
٤- الإشارة إلى بعض لطائف التفسير، والوعظ من خلال التفسير(٤).
٥- النقل عن أئمة اللغة، أو الإشارة إلى أقوالهم(٥).
٦- لفت النظر إلى فهم خاطئ لبعض الآيات، وبيان المعنى الصحيح لها(٦).
٧- دقة عباراته مع اختصارها وقوة الأسلوب.
المبحث الخامس
تفسيره لآيات الأحكام، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول : مذهبه الفقهي.
المطلب الثاني : نقله للإجماع.
المطلب الثالث : اهتمامه بالقياس.
المطلب الرابع : منهجه في الاستنباط.
المطلب الأول
مذهبه الفقهي :
تفقه ابن عقيل على مذهب الإمام أحمد، وهذا هو ما اتفقت عليه كتب التراجم، حيث نُسب إلى الحنابلة(٧). يقول ابن عقيل :( وشيخي في الفقه : القاضي أبو يعلى )(٨)، وهو شيخ الحنابلة في وقته، وأول من أخذ عنه ابن عقيل الفقه(٩).
(٢) ينظر : الواضح ٣/ ٢٧٢.
(٣) ينظر : الواضح ٣/ ٣٠٥.
(٤) ينظر : الفنون ٢/ ٤٧٨.
(٥) ينظر : الواضح ٣/ ٤٨٨.
(٦) ينظر : الفنون ١/ ٣٥٥.
(٧) ينظر : المنتظم لابن الجوزي ٩/ ٢١٢، سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٤٣.
(٨) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ١٤٢.
(٩) ينظر : تاريخ بغداد ١٧/ ٦٠٩، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٨٩.