وأما ما توصلت إليه من منهج ابن عقيل في الاستنباط عموماً فأقول فيه ما يلي :
١- أنه فتح لنفسه العنان في طلب العلم دون تمحيص لنوع العلم والمعلم. قال ابن كثير :( وكان يجتمع بجميع العلماء من كل مذهب، فربما لامه بعض أصحابه فلا يلوي عليهم فلهذا برز على أقرانه، وبزَّ أهل زمانه في فنون كثيرة )(١). وقال ابن رجب :( كان أصحابنا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة، وتأول لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله )(٢).
٢- أنه لما توسعت معارفه واطلاعاته مع ما وهبه الله من الذكاء كثرت آراؤه فأعمل عقله، ولذلك قد يعتقد فيبني على اعتقاده الأدلة، ومن ذلك قوله :( قال سبحانه :¼ : م~Yت cٍ:†WةY® %X†QWقصYPض " [النحل: ٦٩] وقال :¼... V¢XM... Wè ٌŒpX£Wع WéSنWTت gûkYة`WTے " [الشعراء: ٨٠]، فالأحق أن يكون الشفاء حقيقة مضافاً إلى الخالق سبحانه، والعسل عنده الشفاء، والماء يوجد عند نزوله الإنبات، والمنبت حقيقة هو الله سبحانه، فإنه سبحانه يقول :¼ †WTق`~WT~`ڑVK†WTت : مYTٹ " [فاطر: ٩]، ¼ ٌŒX‰؟قSے yRرVض : مYٹ Wأ`¤QW¥ض@... fûéSTچ`TےQW¥ض@... Wè " [النحل: ١١]، وقال :¼ †WTق`چWT‰؟TكVK†WTت -YمYTٹ " [النمل: ٦٠] يعني : أنبتنا لكم عنده، وقد أضاف الله سبحانه الإضلال إلى الأصنام والسامري، والضلال فيهم لا بهم )(٣).
(٢) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ١٤٤.
(٣) الواضح ١/ ١٨١.