فقال النحاس(١) :( وأجمع هذه الأقوال : أن المحكم ما كان قائماً بنفسه لا يحتاج إلى استدلال، والمتشابه : ما لم يقم بنفسه واحتاج إلى استدلال )(٢)، وهذا هو ما اختاره ابن عقيل(٣).
وقد توقف بعض العلماء عن الكلام في المتشابه، ووضح الأمر شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول :( والله ورسوله إنما ذم من اتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فأما من تدبر المحكم والمتشابه كما أمره الله، وطلب فهمه ومعرفة معناه، فلم يذمه الله، بل أمر بذلك ومدح عليه )(٤).
وقد اجتهد العلماء في ما يتعلق بالمحكم والمتشابه في كتاب الله جل وعلا، ومن أولئك ابن عقيل الذي أفرده بفصول في الواضح(٥)، ومن أمثلة اهتمامه في هذا الباب ما يلي :
قال ابن عقيل :( ¼ :‚Wپ JٌˆYڑRK... fûkYصYتVK‚ô@... (٧٦) " [الأنعام: ٧٦]، أزال الاشتباه من قوله :¼ ƒٍ:†W-Wè WذQSTٹً¤ " [الفجر: ٢٢]، ¼ W×َéTWTے ّYژ

(١) هو الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد المرادي المفسر المصري النحوي المعروف بالنحاس، من مصنفاته : معاني القرآن، والناسخ والمنسوخ، وإعراب القرآن، مات سنة ٣٣٨هـ، له ترجمة في : سير أعلام النبلاء ١٥/ ٤٠١، شذرات الذهب ٢/ ٣٤٦.
(٢) معاني القرآن ١/ ٣٤٦، وينظر : المحرر الوجيز ١/ ٤٠٤.
(٣) ينظر : الواضح ٤/ ٥.
(٤) مجموع الفتاوى ١٣/ ٢٧٥.
(٥) ينظر : الواضح ٤/ ٥-٢٨.
(٦) الواضح ٤/ ٧.


الصفحة التالية
Icon