الراجح أنّ كل هذه الأقوال متداخلة، فالمقصود المبالغة في وصف الحب.
قال الرازي :
" وبالجملة فهذا كناية عن الحب الشديد والعشق العظيم "(١)- والله تعالى أعلم -.
٩/٤٧ قَالَ تَعَالَى: ﴿ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦) ﴾ [يوسف].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" وقوله :﴿ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ.. الآية ﴾ [يوسف ٤٦]، يعني أهل مصر إن شاء الله " أ هـ(٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
بين أبو إسحاق الحربي وجهاً من وجوه الناس في القرآن الكريم، وأن المراد بهم أهل مصر، كما في قوله تعالى :﴿ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ.. الآية ﴾ [يوسف ٤٦].
وأهل التفسير في ذلك لم يختلفوا، إلا أن بعضهم يصرح أن المراد بالناس هنا هم أهل مصر كمقاتل(٣)، والسمرقندي(٤) والنيسابوري(٥) وغيرهم من أهل العلم(٦)، وبعضهم(٧) لا يصرح، وإنما يقول ﴿ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ ﴾ أي إلى الملك وأصحابه والعلماء الذين جمعهم لتعبير رؤياه، ومن المعلوم والثابت أن الملك إنما كان في مصر
- والله تعالى أعلم -.
أقول الإمام
أبي إسحاق الحربي
في سورة إبراهيم

(١) تفسيره ( ١٨/١٢٦ ).
(٢) غريب الحديث ( ٣/٩٦٤ ).
(٣) تفسيره ( ٢/٣٣٨ ).
(٤) تفسيره ( ٢/١٩٦ ).
(٥) وجوه القرآن ( ٣٢٠ ).
(٦) كالدامغاني ( ٢/٢٥٧ )، والبغوي ( ٦٤٨ )، وابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر ( ٦٠٤ ).
(٧) انظر تفسير الواحدي في الوسيط ( ٢/٦١٦ )، والقرطبي ( ٦/١٧٢ )، وأبي السعود ( ٤/٢٨٢ )، والألوسي ( ٧/٢٥٤ )، والقاسمي ( ٤/٣٦٩ ).


الصفحة التالية
Icon