الترجيح :
من خلال التتبع والنظر في كتب السير لم أستطع التوصل إلى دليل يقوي قول أحد على آخر، لكن هناك بعض الحتميات التي تؤكد وقوع الإسراء بينها وهي أن يقال : إن الإسراء كان قبل الهجرة، وقبل بيعة العقبة الأولى، أو بين العقبتين(١)، أما تحديدها بليلة معينة فليس عليه دليل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به "(٢) - والله تعالى أعلم -.
١١/٥٣ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (١٦) ﴾ [الإسراء].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" قال تعالى :﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا.. الآية ﴾ [الإسراء ١٦] فقرأت القراء هذا الحرف على أربعة أوجه ( أمَرْنا ) و( آمَرْنا ) يقول أكثرنا، ويجوز أمرنا من طريق الأمر و( أمّرنا ) جعلناهم أمراء، و( أمرنا ) من طريق الإمارة.
وأما قراءة العامة " أَمَرْنا " قرأ بها الحسن ومجاهد والأعرج(٣) وأيوب(٤) وابن كثير(٥) وطلحة والأعمش وعاصم وحمزة ونافع وشيبة وأبو جعفر وعليها أكثر التفسير أكثرنا...

(١) انظر : الرحيق المختوم ( ١٢٨ ).
(٢) زاد المعاد ( ١/٥٧ ).
(٣) سبقت ترجمتهم.
(٤) أيوب : هو أبو بكر بن أبي تميمة كيسان السختياني العنزي مولاهم البصري الأدمي من صغار التابعين ت
( ١٣١هـ ) بالبصرة. انظر : تهذيب الكمال ( ٣/٤٥٧ )، وسير أعلام النبلاء ( ٦/١٥ ).
(٥) ابن كثير : هو أبو معبد عبدالله بن كثير بن المطلب الداري المكي إمام المكيين في القراءة ت ( ١٢٠هـ )، معرفة القراء الكبار ( ١/٨٦ )، وتهذيب اللغة ( ٢/٤٠٨ ).


الصفحة التالية
Icon