وأكثر أهل التفسير(١).
ومما يؤيد هذا قراءة ابن مسعود وابن عباس ( وكان أمامهم )(٢).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
القول الثاني : قالوا : إن قوله تعالى :﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ﴾ على بابها وأنه في الحقيقة وراؤهم.
قال الزجاج :
" ( وراءهم ) خلفهم هذا أجود الوجهين ويجوز أن يكون كان رجوعهم في طريقهم ولم يكونوا يعلمون بخبره فأعلم الله الخضر خبره "(٣).
وقال ابن عطية :
" قوله ( وراءهم ) هو عندي على بابه "(٤).
الترجيح :
لعل الراجح - والله تعالى أعلم - قول من قال إن قوله تعالى ﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ﴾ أي أمامهم.
قال ابن الأنباري :
" وراء من الأضداد، يقال للرجل وراءك أي خلفك ووراءك أي أمامك، قال تعالى :﴿ مِنْ ِNخgح !#u'ur جَهَنَّمُ.. الآية ﴾ [الجاثية ١٠]، فمعناه أمامهم، وقال :﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ﴾ [الكهف ٧٩]، فمعناه وكان أمامهم "(٥).
وقال البغوي :

(١) انظر : معاني القرآن للفراء ( ٢/١٥٧ )، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ( ١/٤١٢ )، والطبري ( ٨/٢٦٤ )، وإعراب القرآن للنحاس ( ٢/٤٦٨ )، والسمرقندي ( ٢/٣٥٨ )، وابن أبي زمنين ( ٣/٧٥ )، والثعلبي
( ٦/١٨٦ )، والواحدي في الوسيط ( ٣/١٦ )، وأبي حيان ( ٦/١٤٥ )، وأبي السعود ( ٥/٢٣٧ )، والألوسي ( ١٦/٩ )، والشنقيطي ( ٢/٢٠ ).
(٢) انظر : تفسير الطبري ( ٨/٢٦٤ )، وتفسير السمرقندي ( ٢/٣٥٨ )، والبغوي ( ٧٨٨ )، وابن عطية
( ١٢٠٧ ).
(٣) انظر : معاني القرآن ( ٣/٣٠٥ ).
(٤) انظر : تفسيره ( ١٢٠٧ ).
(٥) انظر : كتاب الأضداد ( ٦٨ ).


الصفحة التالية
Icon