ومعنى ( ألحف ) أي اشتمل بالمسألة، وهو مستغن عنها(١).
ومن الأشياء التي برزت في تفسيره عنايته بالقراءات وتوجيهها، فقد ذكر عند قوله تعالى :﴿ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ ﴾ [البقرة ٨٥]، القراءة في هذا على وجوه :( أسرى ) تفدوهم، و( أسرى ) تفادوهم، و( أُسَارى ) تفادوهم، ويجوز (أَسَارى) ولا أعلم أحداً قرأ بها(٢).
وأما بالنسبة للتفسير اللغوي فكلاهما يعتبران من أئمة اللغة، ولذا تجد التفسير اللغوي عند الحربي هو الصبغة الظاهرة على تفسيره، ونظير ذلك الزجاج، فما تجد آية يريد تفسيرها إلا ويتعرض لجانب اللغة فيها، سواء بذكر أقوال أهل اللغة أو بالشاهد الشعري، أو بذكر الإعراب، ومثال ذلك ما ذكره عند قوله تعالى :﴿ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ﴾ [المائدة ١٢]، حيث قال : النقيب في اللغة كالأمير والكفيل، ونحن نبين حقيقته واشتقاقه، يقال نقب الرجل على القوم ينقب إذا صار نقيباً عليهم، وصناعته النقابة(٣).
( ١/٤٣٣ )، وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه أبو داود في الزكاة باب ( في تعجيل الزكاة ) حديث رقم
( ١٦٢٨ ) ( ص١٣٤٤ )، والنسائي في الزكاة باب ( من الملحف ؟ ) حديث ( ٢٥٩٥ ) ( ص٢٢٥٦ )، قال الألباني :" حسن " انظر : صحيح سنن أبي داود ( ١/٤٥٢ ).
(٢) انظر : معاني القرآن ( ١/١٦٦ )، وانظر أيضاً :( ١/٨٧ )، ( ١/١٦٦ )، ( ١/١٦٢ )، ( ١/٣٩٨ ).
(٣) انظر : معاني القرآن ( ٢/١٥٧ ).