١٤٣]"(١).
القول الثالث :
أن معنى الآية : يشهد بعضكم على بعض بعد الموت.
دليلهم :
استدلوا بما ثبت عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - :
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أنه قال - حين مرت به جنازة فأثني عليها خيراً - فقال : وجبت، وجبت، وجبت، ثم مر عليه بأخرى، فأثني عليها شراً، فقال : وجبت، وجبت، وجبت، فقال عمر : فدى لك أبي وأمي، مرّ بجنازة فأثني عليها خيراً، فقلت : وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثني عليها شراً، فقلت : وجبت، وجبت، وجبت ؟ فقال رسول الله - ﷺ - : من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، وتلا :
﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا.. الآية ﴾ [البقرة ١٤٣](٢).
الترجيح :
لعل الراجح - والله تعالى أعلم - هو قول من قال : عنى بالناس هنا سائر الرسل - عليهم السلام - لعمومه وقوة ما استدلوا به(٣).
(٢) الحديث أخرجه البخاري في الجنائز، باب ( ثناء الناس على الميت ) رقم ( ١٣٦٧ ) ( ص١٠٧ )، ومسلم في الجنائز باب ( فيمن يثنى عليه خيراً أو شراً من الموتى ) رقم ( ٢٢٠٠ ) ( ص٨٢٧ ).
(٣) انظر المسألة في : الطبري ( ٢/١٠ )، والبغوي ( ٦٩ )، وابن عطية ( ١٤٠ )، وابن الجوزي ( ١/١٥٤ )، وأبي حيان ( ١/٥٩٥ )، والقرطبي ( ٢/١٥٠ )، وابن كثير ( ١/٢٩٧ )، والقاسمي ( ١/٣٨٠ )، والألوسي ( ٢/٥ ).
ـ تراجم مستدركة :
شبابة بن سوار المدائني، أصله من خراسان، ت ( ٢٦٤ )، التقريب ( ص٤٢٩ ).
ورقاء بن عمر اليشكري أبو بشر العوفي، التقريب ( ص١٠٣٦ ).
ابن أبي نجيح : عبدالله بن أبي نجيح بن يسار المكي الثقفي، تابعي، التقريب ( ص٥٥٢ ).