" قوله :" أرى الفتن كمواقع القطر "(١) واحدتها فتنة، ولها وجوه :
الأول منها : الشرك، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة :﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ [البقرة ١٩٣] أ هـ(٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
ذكر أبو إسحاق الحربي وجهاً من وجوه الفتنة في القرآن الكريم، وهو الشرك، كما في قوله تعالى :﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ [البقرة ١٩٣].
وقد اختلف المفسرون في المراد بالفتنة في الآية الكريمة على أقوال :
القول الأول :
أن المراد بالفتنة في الآية الكريمة الشرك، وهذا القول مرويٌ عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي والربيع(٣)، وبه قال الواحدي(٤) والدامغاني(٥) والبغوي(٦) وابن عطية(٧)
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وابن القيم(٨) وغيرهم من أهل العلم(٩).
القول الثاني :
أن المراد بالفتنة في الآية الكريمة الكفر.
(٢) غريب الحديث ( ٣/٩٣١ ).
(٣) رواها عنهم الطبري ( ٢/٢٠٠ ).
(٤) الوسيط ( ١/٢٩٢ ).
(٥) الوجوه والنظائر ( ٣/١٢٠ ).
(٦) تفسيره ( ١٠٠ ).
(٧) تفسيره ( ١٧١ ).
(٨) بدائع التفسير ( ١/٣٩٣ ).
(٩) انظر : النيسابوري في وجوه القرآن ( ٢٥٠ )، وابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر ( ٤٧٨ )، والبيضاوي
( ١/١٠٩ )، وأبي السعود ( ١/٤٠ ).