بين أبو إسحاق الحربي وجهاً من وجوه الفتنة في القرآن الكريم، وهو الشرك مستدلاً لذلك بما يرويه عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة ٢١٧]، وقد اختلف أهل التفسير في ذلك على أقوال :
القول الأول :
أن المراد بالفتنة هنا الشرك، وهو مرويٌ عن مجاهد، وبه قال الفراء(١) والطبري(٢)
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والسمرقندي(٣) وابن أبي زمنين(٤) وغيرهم من أهل العلم(٥).
القول الثاني :
أن المراد بالفتنة في الآية الكفر، قاله السمعاني(٦).
القول الثالث :
أن المراد بالفتنة في الآية إخراج أهل الحرم منه.
القول الرابع :
أن المراد بالفتنة في الآية هو فتنتهم عن دينهم حتى يهلكوا، وهذا القول رجحه الشوكاني(٧).
الترجيح :
من خلال دراستي تبين لي أنه لا تعارض بينها، وأن هذا الاختلاف هو من قبيل اختلاف التنوع، ولا وجه لتخصيص قول على قول، والله أعلم.

(١) معاني القرآن ( ١/١٤١ ).
(٢) تفسيره ( ٢/٣٥٩ ).
(٣) تفسيره ( ٢/١٤١ ).
(٤) تفسيره ( ١/٢١٨ ).
(٥) انظر : النيسابوري في وجوه القرآن ( ٢٥٠ )، والثعلبي ( ٢/١٤١ )، والواحدي في الوسيط ( ١/٢٩٢ )، والبغوي ( ١٢١ ).
(٦) تفسيره ( ١/٢١٦ ).
(٧) تفسيره ( ١/٢٣٩ )، وسبب ترجيح الشوكاني لهذا القول أنه قال :" إن الكفر والإخراج قد سبق ذكرهما وإنهما مع الصد أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام ".
ـ تراجم مستدركة :
شجاع بن مخلد الفلاس أبو الفضل البغوي، ت ( ٢٣٥ )، التقريب ( ص٤٣١ ).
حجاج بن محمد المصيصي الأعور أبو محمد مولى سليمان بن مجالد، التقريب ( ص٢٢٤ ).
ابن جريج عبدالملك بن عبدالعزيز ابن جريج الأموي، تابعي، ت ( ١٥٠ )، التقريب ( ص٦٢٤ ).


الصفحة التالية
Icon