والسمعاني(١) وغيرهم من أهل العلم(٢) - والله تعالى أعلم -.
٣/٢٣ قَالَ تَعَالَى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٦٥) ﴾ [النساء].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
"... وربما جعله(٣) لبني إسرائيل فقط... حدثنا حميد، حدثنا يزيد عن سعيد عن قتادة(٤) ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ.. الآية ﴾ [النساء ١٦٥]، يعني أهل الكتاب "(٥) أ هـ(٦).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدارسة :
ذهب أبو إسحاق الحربي إلى أن المراد بالناس في الآية الكريمة هم أهل الكتاب، مستدلاً بما يرويه عن قتادة، ولم أقف على كتاب من كتب التفسير نص على ما يوافق قول الإمام أبي إسحاق الحربي، أو يخالفه، لكن من خلال النظر في السياق القرآني يفهم أن المراد بالناس هم بنوا إسرائيل، ولقد تكلم بعض أهل العلم(٧) على الآية الكريمة فقال : إن هذه الآية وما بعدها جواب عن شبه اليهود - والله تعالى أعلم -.
أقوال الإمام
أبي إسحاق الحربي
في سورة المائدة
(٢) انظر : تهذيب اللغة ( ٧/٥٩٥ )، ومجمل اللغة ( ١/٢٩٧ )، والراغب ( ٤٨٠ )، والثعلبي ( ٣/٣٨٢ )، وابن عطية ( ٤٨٠ )، ولسان العرب ( ١٤/٢٣٤ )، والخازن ( ١/٤٢٥ )، وابن كثير ( ٢/٧٧٤ ).
(٣) أي لفظ الناس.
(٤) سبقت ترجمته.
(٥) لم أقف عليه عند غيره.
(٦) غريب الحديث ( ٣/٩٦٤ ).
(٧) انظر : تفسير الرازي ( ٤/٢٦٧ )، واللباب لابن عادل الحنبلي ( ٧/١٣٧ )، وتفسير المنار ( ٦/٦٤ )، والتفسير المنير لوهبة الزحيلي ( ٦/٣٢ ).