اختلف أهل التفسير في المراد بقوله تعالى :﴿ فَافْرُقْ ﴾ على قولين :
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
القول الأول :
أن المراد بقوله ﴿ فَافْرُقْ ﴾ أي اقضِ، وهذا المعنى مرويٌ عن ابن عباس والضحاك(١) وبه قال السمرقندي(٢).
القول الثاني :
أن المراد بقوله ﴿ فَافْرُقْ ﴾ أي افصل، وبه قال أبو عبيدة(٣) والنسفي(٤) وابن عادل(٥).
الترجيح بين الأقوال :
الراجح - والله تعالى أعلم - أن هذا الاختلاف هو من قبيل اختلاف التنوع وأن المعنى واحد، ولهذا نجد أن الثعلبي قد جمع بينهما، فقال :
" ﴿ فَافْرُقْ ﴾ أي افصل واقضِ "(٦).
الترجيح بين القراءات :
والراجح من القراءات هي قراءة عامة القراء التي جاءت ( بضم الراء )، فهي القراءة المتواترة السبعية، وأما قراءة (فافْرِقْ ) بكسر الراء فهي لغة " فَرَق، يفرِق، كيضرِب "، وأما قراءة التضعيف فهي قراءة شاذة لمخالفتها الرسم(٧) - والله تعالى أعلم -.

(١) رواها عنهم الطبري ( ٤/٥٢٢ ).
(٢) تفسيره ( ١/٤٠٧ ).
(٣) مجاز القرآن ( ١/١٦٠ ).
(٤) تفسيره ( ١/٤٠٤ ).
(٥) تفسيره ( ٧/٢٧٧ ).
(٦) تفسيره ( ٤/٤٤ ).
(٧) انظر الدر المصون ( ٤/٢٣٥ ).
ـ تراجم مستدركة : محمد بن الصباح بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر، التقريب ( ص٨٥٥ ).
سفيان بن عيينة بن أبي عمران بن ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي المكي، التقريب (ص٣٩٥).
عمر بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي، التقريب ( ص٧٣٤ ).


الصفحة التالية
Icon