والقول الذي ذكره الإمام أبو إسحاق الحربي مرويٌ عن ابن عباس وقتادة والسدي، وبه قال الطبري(١) والسمرقندي(٢) والواحدي(٣) والسمعاني(٤) والبغوي(٥) وابن عطية(٦) والرازي(٧) والقرطبي(٨) وغيرهم من أهل العلم(٩) - والله تعالى أعلم -.
٥/٣٢ قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٧٩) ﴾ [الأنعام].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" يقال : هي شريعة إبراهيم عليه السلام، ويقال : الحنيف المسلم، والجمع الحنفاء ؛ لأنه تحنف عن الأديان ومال إلى الحق، قال الله تعالى :﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا.. الآية ﴾ [الأنعام ٧٩] "(١٠).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
في الكلام على قوله تعالى :﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ.. الآية ﴾ [الأنعام ٧٩] مسألتان :
المسألة الأولى : معنى الحنيف :
الحنف في أصل اللغة يطلق ويراد به أحد وجهين :
الأول : الميل والمعنى أن إبراهيم - عليه السلام - حنف إلى دين الله، وهو الإسلام فسمي حنيفاً، وقيل للرجل أحنف لميل كل واحدة من قدميه إلى أختها.

(١) رواه عنهم الطبري ( ٥/٢١٢ ) وذكر قوله.
(٢) تفسيره ( ١/٤٧٤ ).
(٣) الوسيط ( ٢/٢٨١ ).
(٤) تفسيره ( ٢/١١١ ).
(٥) تفسيره ( ٤٢٤ ).
(٦) تفسيره ( ٦٢٨ ).
(٧) تفسيره ( ١٣/١٢ ).
(٨) أحكام القرآن ( ٧/٩ ).
(٩) انظر : تفسير النسفي ( ٢/٢٤ )، وابن جزي ( ١/٢٦٤ )، والخازن ( ٢/١١٩ )، وأبي حيان ( ٤/١٥٠ )، وابن كثير ( ٣/٢٢٩ )، والبيضاوي ( ١/٣٠٤ )، والثعالبي ( ١/٤٨٧ )، والألوسي ( ٧/١٧٣ ).
(١٠) غريب الحديث ( ١/٢٩١ ).


الصفحة التالية
Icon