تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجَاً إِذَا سَفَرَتْ وَتَحْرُجُ العَيْنُ فِيْهَا حِيْنَ تَنْتَقِبُ
يقول : تحرج أي تحار وتضيق من أن تنظر إليها "(١) أ هـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
تعرض أبو إسحاق الحربي في تفسيره لقوله تعالى :﴿ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا.. الآية ﴾ [الأنعام ١٢٥] إلى مسألتين :
المسألة الأولى :
الأقوال الواردة في قوله تعالى :﴿ حَرَجًا ﴾، وإليك أقوال العلماء في ذلك :
القول الأول : قالوا إن الحرج في الآية الكريمة معناه شدة الضيق، وهذا مرويٌ عن سعيد بن جبير وعطاء وابن جريج(٢)، وبه قال ابن أبي زمنين(٣).
القول الثاني : قالوا إن معنى ﴿ حَرَجًا ﴾ في الآية الكريمة شاكاً، وهذا مرويٌ عن مجاهد والسدي(٤)، وبه قال مقاتل(٥) والسمرقندي(٦).
القول الثالث : قيل إن معنى ﴿ حَرَجًا ﴾ في الآية الكريمة، أي لا يهتدي إلى الإسلام، ذكره الضحاك.
القول الرابع : قيل إن معنى ﴿ حَرَجًا ﴾ في الآية الكريمة ملتبساً، وهذا مرويٌ عن قتادة(٧).
الترجيح :
الراجح - والله تعالى أعلم - هو ما رجحه أبو إسحاق الحربي، حيث قال بعد ذكر الأقوال " وكل معناه قريب "، فالمعنى أن اللفظ محتمل لجميع هذه المعاني.
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المسألة الثانية :
القراءات الواردة في الآية الكريمة :
القراءة الأولى : قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم، وحمزة والكسائي، ويعقوب وأبو عمرو ﴿ حَرَجًا ﴾ بفتح الراء.

(١) غريب الحديث ( ١/٢٤٠ ).
(٢) رواه عنهم الطبري ( ٥/٣٣٨ )، وذكره الماوردي ( ٢/١٢٥ ).
(٣) تفسيره ( ٢/٩٦ ).
(٤) رواهما الطبري ( المصدر السابق ).
(٥) تفسيره ( ١/٥٨٨ ).
(٦) تفسيره ( ١/٤٩٩ ).
(٧) رواه عنه الطبري ( المصدر السابق ).


الصفحة التالية
Icon