قال ابن جرير :" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس ومن قال بمثل مقالته لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه حرم على اليهود كل ذي ظفر، فغير جائز إخراج شيء من عموم هذا الخبر إلا ما أجمع أهل العلم أنه خارج منه، وإذا كان ذلك كذلك وكان النعام وكل ما لم يكن من البهائم والطير مما له ظفر غير منفرج الأصابع داخلاً في ظاهر التنزيل، وجب أن يحكم له بأنه داخل في الخبر إذ لم يأت بأن بعض ذلك غير داخل في الآية خبر عن الله ولا عن رسوله، وكانت الأمة أكثرها مجمع على أنه فيه داخل "(١).
٥/٣٦ قَالَ تَعَالَى: ﴿ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧) ﴾ [الأنعام].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" ويقال صدف وكنف ونكب أي عدل، وقال الله تعالى :﴿ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا.. الآية ﴾ [الأنعام ١٥٧].
حدثنا أبو بكر عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد :﴿ يَصْدِفُونَ ﴾ يعرضون(٢).
حدثنا الأثرم عن أبي عبيدة :﴿ يَصْدِفُونَ ﴾ يعرضون، صدف عني بوجهه أعرض(٣) " أ هـ(٤).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
(٢) رواه الطبري ( ٥/٤٠٤ )، بلفظ ( يعرضون عنها ).
(٣) مجاز القرآن ( ١/١٩٢ ).
(٤) غريب الحديث ( ٢/٧١٠ ).