في الآية(١). قال الزمخشري: ومعنى أخذ ذرياتهم من ظهورهم: إخراجهم من أصلابهم نسلاً وإشهادهم على نفسهم، وقوله: ﴿ أَلَسْتُ ِNن٣خn/uچخ/ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ﴾ من باب التّمثيل والتخييل، ومعنى ذلك أنّه نصب لهم الأدلّة على ربوبيّته ووحدانيّته، وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركّبها فيهم وجعلها مميّزة بين الضّلالة والهدى، فكأنّه أشهدهم على أنفسهم وقرّرهم وقال لهم: ألست بربّكم؟ وكأنّهم قالوا: بلى أنت ربّنا، شهدنا على أنفسنا وأقررنا بوحدانيتك، وباب التّمثيل واسع في كلام الله تعالى ورسوله عليه السّلام، وفي كلام العرب. ونظيره قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا çm"tRôٹu'r& أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (٢)،
﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا $sY÷ s؟r& tûüدèح !$sغ ﴾ (٣)، وقوله:
إذا قالت الأنساعُ(٤) للبطن الحَقِّ(٥)
قالت له ريح الصَّبَا قرْقَارِ(٦) (٧)

(١) انظر الكشاف للزمخشري (٢/١٠٣)، مفاتيح الغيب للرازي (١٥/٣٩، ٤١)، حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٤/٤٠٠)، روح المعاني (٩/١٠٧).
(٢) سورة النحل: الآية (٤٠).
(٣) سورة فصلت: الآية (١١).
(٤) الأنْسَاع جمع نَسع: وهو السَّير المضفور كهيئة أعنة البغال تشد به الرحال، انظر معجم مقاييس اللغة (٩٨٦)، ولسان العرب (١٤/١٢٤).
(٥) من مشطور الرجز لأبي النجم العجلي، ونصه:
قد قالت الأنْسَاعُ للبطن الحقِّ قِدْماً فاضت كالفنِيق المُخنِقِ
نسبه إليه السمين الحلبي في الدر المصون (١/٨٧)، والقرطبي في الجامع لأحكام القران (٢/٩٧)، انظر تهذيب اللغة (٤/٦٧)، ولسان العرب (٣/٣٦٤).
(٦) القَرْقَارُ: اسم للصوت، أي قالت ريح الصبا للسحاب: صب ما عندك من الماء مقترناً بصوت الرعد، وهو قرقرته، انظر، الصحاح (٢/٦٧٦)، ولسان العرب (١١/١٠٣).
(٧) لأبي النجم العجلي ونصها :
حتى إذا كان على مَطارِ
يُمناه واليسرى على الثَّرثار
قالت له ريح الصَّبا قرقار
نسبه إليه الجوهري في الصحاح (٢/٦٧٦)، وابن منظور في لسان العرب (١١/١٠٣)، وانظر معجم ما استعجم
(١/٣٣٨)، (٤/١٢٣٧)، والبحر المحيط (٤/٤٢١)، والمزهر في علوم اللغة (٢/١٣٣).


الصفحة التالية
Icon