عن علقمة قال: سألت أمّ المؤمنين عائشة قلت: يا أمّ المؤمنين كيف كان عمل النّبيّ - ﷺ - هل كان يخصّ شيئًا من الأيّام، قالت: لا، كان عمله ديمة وأيّكم يستطيع ما كان النّبيّ - ﷺ - يستطيع(١).
حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ثم قام النّبيّ - ﷺ - حتى تورّمت قدماه، فقيل له: غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر، قال: (أفلا أكون عبدًا شكورًا)(٢).
وجه موهم التّعارض بين الآية والحديث:
ظاهر الآية أن النّبيّ - ﷺ - لا يعلم الغيب، ولو كان يعلم ذلك لكان مُكثراً من الخير، ولا يخفى أنّ من أعظم أمور الخير العمل الصالح، بينما في الحديث ما يدل على إكثار النّبيّ - ﷺ - من العمل الصّالح ومداومته عليه، فكيف يمكن الجمع بين الآية والحديث؟
مسالك العلماء تجاه موهم التّعارض
بعد البحث في أقوال العلماء - رحمهم الله تعالى - لم أجد من تناول هذا التّعارض وأجاب عنه سوى ابن كثير(٣) والشنقيطي(٤) (٥) وسلكوا في دفع موهم التعارض مسلك الجمع بين الآية والحديث، ولهم في ذلك قولان:
القول الأول :
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير، باب قوله: ﴿ uچدےَّu‹دj٩ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ y٧خ٧/RsŒ وَمَا uچ¨zr's؟ ﴾، رقم
(٤٨٣٦)، ومسلم في صحيحه كتاب صفات المنافقين، رقم (٢٨١٩).
(٣) انظر تفسير ابن كثير (٣/٥٢٤).
(٤) محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر بن محمد الجكني الشنقيطي، المفسر، توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة بعد الألف للهجرة، انظر ترجمته في مقدمة أضواء البيان من كلام الشيخ عطية محمد سالم يرحمه الله، وكتاب ترجمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (٩-٢٢٩).
(٥) انظر أضواء البيان (٢/٣٠٤).