أنه ليس كل الآيات ترسل للتخويف وإنما يرسل بعضها للتخويف وبعضها للبركة - فمن التي للبركة: نبعُ الماء من بين أصابع النبي - ﷺ - ومن التي للتخويف: كسوفُ الشمس والقمر فيحمل كلام ابن مسعود هنا على أنه عاب على القوم حملهم جميع الآيات على أنها للتخويف قاطبة وعليه فلا تعارض بين الآية والحديث ومن ثمّ تكون الألف واللام في لفظ
﴿ بِالْآَيَاتِ ﴾ للعهد أى الآيات المعهودة التي يظهرها الله على يد الأنبياء والمرسلين
وبهذا نتوصل إلى أن إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث موضوع إما بحمل الآيات في السورة على أنها آيات مخصوصة وهى آيات التخويف، أو حمل الحديث على معنى أن البركة تحصل بعد التخويف لأن المسلم إذا علم بنبع الماء من بين أصابعه - ﷺ - ورأى كسوف الشمس والقمر أيقن أن وراء ذلك طلاقة القدرة الإلهية ومن ثم خاف وأقبل على الله فعمل وأخلص وبهذا نقول: لا تعارض بين الآية والحديث والله تعالى أعلم بالصواب.
* *... *
مسألة: النهي عن الاستزادة من الطعام
سورة الإسراء (الموضع العاشر)
قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: ٧٠].
" الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية:


الصفحة التالية
Icon