وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ } أي: على الدواب من الأنعام والخيل والبغال، وفي البحر أيضًا على السفن الكبار والصغار.
﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ أي: من زروع وثمار، ولحوم وألبان من سائر أنواع الطعوم، والألوان المشتهاة اللذيذة، والمناظر الحسنة، والملابس الرفيعة من سائر الأنواع على اختلاف أصنافها وألوانها وأشكالها، مما يصنعونه لأنفسهم، ويجلبه إليهم غيرهم من أقطار الأقاليم والنواحي.
﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ أي: من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات"(١). اهـ.
قال الطاهر بن عاشور:
"اعتراض جاء بمناسبة العبرة والمنة على المشركين، فاعترض بذكر نعمته على جميع الناس فأشبه التذييل؛ لأنه ذكر به ما يشمل ما تقدم.
والمراد ببني آدم: جميع النوع، فالأوصاف المثبتة هنا إنما هي أحكام للنوع من حيث هو كما هو شأن الأحكام التي تسند إلى الجماعات، وقد جمعت الآية خمس منن:
١- التكريم.
٢- تسخير المراكب في البر.
٣- تسخير المراكب في البحر.
٤- الرزق من الطيبات.
٥- التفضيل على كثير من المخلوقات.
فأمَّا منة التكريم فهي مزيّة خصَّ الله بها بني آدم من بين سائر المخلوقات الأرضية.