٢- الثانى: قال بعضهم إن المراد بالآية نهاية مدرك البصر لا حقيقة المس لجرم الشمس في السماء بيد أن المراد من الحديث هو الإخبار عما سيقع يوم القيامة مما أخبر به الصادق - ﷺ -.
قال النووي: وأما قوله - ﷺ - في الحديث الآخر في الشمس (مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة) فهذا مما اختلف المفسرون فيه فقال جماعة بظاهر الحديث.
- قال الواحدي: وعلى هذا القول إذا غربت كل يوم استقرت تحت العرش إلي أن تطلع من مغربها - وقال قتادة ومقاتل معناه: تجرى إلى وقت لها وأجل لا تتعداه - قال الواحدي وعلى هذا مستقرها انتهاء سيرها ثم انقضاء الدنيا - وهذا اختيار الزجّاج....... - وأما سجود الشمس فهو بتمييز وإدراك بخلق الله تعالى فيها". ا. هـ (١).
وقال الآلوسي: "وأجيب بأن المراد أنها تذهب تحت الأرض حتى تصل إلى غاية الانحطاط وهى عند وصولها دائرة نصف النهار في سمت القدم بالنسبة إلى أفق القوم الذين غربت عنهم وذلك الوصول أشبه شئ بالسجود بل لا مانع أن تسجد هناك سجودًا حقيقيًا لائقًا بها فالمراد من تحت العرش مكانًا مخصوصًا مسامتًا لبعض أجزاء العرش وإلا فهى في كل وقت تحت العرش وفى جوفه وهذا مبنى على أنه جسم كروي محيط بسائر الأفلاك والفلكيات وبه تحدد الجهات وهذا قول الفلاسفة". ا. هـ (٢).
قال الرازي: "وقوله ﴿ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾ ففى ذلك المستقر وجوه:
الأول: يوم القيامة وعنده تستقر ولا يبقى لها حركة". ا. هـ (٣).
قال الزمخشري: " ﴿ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾ قيل الوقت الذي تستقرفيه وينقطع جريها- وهو يوم القيامة". ا. هـ(٤).
(٢) تفسير الآلوسي (١١/٣٩٥).
(٣) تفسير الرازي (١٣/٤٢)
(٤) تفسير الكشاف (٥/٤٣٤).