" دفع موهم التعارض بين ظاهر الآية والحديثين:
مسالك العلماء لدفع إيهام ذلك التعارض:
لقد سلك العلماء لدفع إيهام ذلك التعارض ظاهر الآية والحديثين مسلك الجمع:
قال ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية للجمع بين الآية وحديث أم المؤمنين زينب وحديث أبي هريرة على مرحلتين:
الأولى: التوفيق بين آية الكهف وبين حديث أم المؤمنين زينب بنت جحش:
١- الجواب أما على قول من ذهب إلى أن هذا إشارة إلى فتح أبواب الشر والفتن، وأن هذا استعارة محضة وضرب مثل فلا إشكال.
٢- وأما على قول من جعل ذلك إخبارًا عن أمر محسوس، كما هو الظاهر المتبادر فلا إشكال أيضًا؛ لأن قوله تعالى: ﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ أي: في ذلك الزمان؛ لأن هذه صيغة خبر ماض فلا ينفي وقوعه فيما يُستقبل بإذن الله لهم في ذلك قَدَرًا، وتسليطهم عليه بالتدريج قليلاً قليلاً حتى يتم الأجل، وينقضي الأمر المقدور فيخرون كما قال الله تعالى: ﴿ #Nèdur مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ﴾.
الثانية: التوفيق بين الآية وبين حديث أبي هريرة المرفوع:
أشار - رحمه الله- إلى أن هذا الحديث أشكل من الحديث السابق، ثم قال:
١- فإن لم يكن رفع هذا الحديث محفوظًا، وإنما هو مأخوذ عن كعب الأحبار كما قاله بعضهم فقد استرحنا من المؤنة.
٢- وإن كان محفوظًا(١) فيكون محمولاً:
أ- على أن صنيعهم هذا يكون في آخر الزمان عند اقتراب خروجهم، كما هو المروي عن كعب الأحبار.