المناسبات في سورة الكهف
أولا: المناسبة بين اسم السورة وموضوعاتها
...
المناسبات في سورة الكهف:
تقدم في قسم الدراسة المنهجية أن لمعرفة المناسبات بين اسم السورة وموضوعاتها وبين افتتاحية السورة وخاتمتها، وبين مقاطع السورة وهدفها، فوائد عظيمة لمعرفة الحكم والأسرار المكنوزة في ثنايا الآيات الكريمة.
وسنحاول أن نذكر وجوهًا من هذه المناسبات في كل نوع من الأنواع الثلاثة المتقدمة.
أولًا: المناسبة بين اسم السورة وموضوعاتها
لكي نستنبط وجه المناسبة بين اسم السورة وموضوعاتها، لا بد أن يكون اسم السورة توقيفيًا أي ثابتًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم: الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. وقد تقدم في الروايات أن السورة تسمى "سورة الكهف" وتسمى "سورة أصحاب الكهف" وفي التسمة الأولى النظر إلى المكان الذي تم اللجوء إليه لحمايتهم من الفتنة التي تعرض لها الفتية فلجئوا إلى مكان حصين عصمهم من الأعين وحفظ عليهم دينهم وعقائدهم.
فلو نظرنا إلى هذا الاسم وإلى موضوعات السورة، لوجدنا بين الاسم والموضوعات مناسبة لطيفة إن الموضوعات المعروضة في هذه السورة الكريمة من تدبرها ولجأ إليها كانت له كالكهف الحصين من الفتن جميعها، كما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان الوضع الذي لجأ إليه الفتية كهفًا محسوسًا ملموسًا، فإن الكهف الذي يأوي إليه قارئ هذه السورة كهف معنوي من عناية الله سبحانه وتعالى وحفظه وستره فلا تؤثر فيه الفتن المعروضة ولو كانت مثل قطع الليل المظلم.


الصفحة التالية
Icon