الظاهرة، ولا يمكن أن تلغى من المعادلة طبائع الناس ومطالبهم وتعلقاتهم وبخاصة إذا وضعت في صورة مبسطة، مبرأة عن المطامح.
ولكن موازين الله سبحانه وتعالى من الدقة والحساسية بحيث تميلها أدنى الانحرافات.
لقد سبق أن وقعت لرسول الله ﷺ حادثة مشابهة، وكانت حسب الظاهر وحسب المقاييس البشرية لا غبار عليها، ولكن الله سبحانه وتعالى عاتب فيها رسوله وبين له أن الله غني عن العالمين ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى، وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى، كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ﴾ [عبس: ١-١١].
وهنا موقف يتكرر من زعماء قريش يريدون إبعاد الفقراء أصحاب جبب الصوف لئلا تؤذيهم روائح جببهم، وهم يلوحون ويلمحون أن في إسلامهم إسلام من وراءهم من الأتباع، وستوضع ثرواتهم ووجاهاتهم في خدمة الدعوة. كل ذلك يشترط أن يعرف صاحب الدعوة مكانتهم ويلبي لهم طلباتهم، وبدايتها تخصيصهم بهذا المجلس الخاص.
إلا أن الذي أنزل الكتاب وأرسل محمدًا بدعوة الحق، مطلع على ما يدور في الأذهان وما تحتويه الصدور.
إن هؤلاء لا يلجئون إلى مثل هذه المساومات إلا إذا أحسوا أن الوقت ليس في صالحهم١، وأن المستقبل أصبح يميل إلى جانب دعوة الحق نتيجة الأحداث
أ- مرحلة محاولة كبت الدعوة والقضاء عليها: بالاتصال بالقائم عليها ومحاولة ثنيه عن الاستمرار في دعوته مقابل مال أو جاه أو مغريات أخرى أو الاتصال بمن له نفوذ وتأثير=