قوله تعالى (من الكتاب) صفة لنصيب (يشترون) حال من الفاعل في أوتوا (ويريدون) مثله وإن شئت جعلتهما حالين من الموصول، وهو قوله " من الذين أوتوا " وهى حال مقدرة، ويقال ضللت (السبيل) وعن السبيل، وهو مفعول به وليس بظرف، وهو كقولك أخطأ الطريق (وليا) و (نصيرا) منصوبان على التمييز، وقيل على الحال.
قوله تعالى (من الذين هادوا) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه خبر مبتدإ محذوف، وفى ذلك تقديران: أحدهما تقديره، هم من الذين ف‍ (يحرفون) على هذا حال من الفاعل في هادوا، والثانى تقديره: من الذين هادوا قوم، فقوم هو المبتدأ وماقبله الخبر، ويحرفون نعت لقوم، وقيل التقدير: من الذين هادوا من يحرفون، كما قال: " ومامنا إلا له ": أى من له، ومن هذه عندنا نكرة موصوفة مثل قوم، وليست بمعنى الذى لان الموصول لايحذف دون صلته.
والوجه الثانى أن من الذين متعلق بنصير، فهو في موضع نصب به كما قال " فمن ينصرنا من بأس الله " أى يمنعنا.
والثالث أنه حال من الفاعل في يريدون، ولايجوز أن يكون حالا من الضمير في أوتوا لان شيئا واحدا لايكون له أكثر من حال واحدة، إلا أن يعطف بعض الاحوال على بعض، ولايكون حالا من الذين لهذا المعنى، وقيل هو حال من أعدائكم: أى والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين، والفصل المعترض بينهما مسدد فلم يمنع من الحال، وفى كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حالا، فيحرفون فيه حال من الفاعل في هادوا و (الكلم) جمع كلمة، ويقرأ " الكلام " والمعنى متقارب و (عن مواضعه) متعلق بيحرفون، وذكر الضمير المضاف إليه حملا على معنى الكلم لانها جنس (ويقولون) عطف على يحرفون، و (غير مسمع) حال والمفعول الثانى محذوف، أى لاأسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم، فأما ماأرادوا
[١٨٣]


الصفحة التالية
Icon