قوله تعالى (ولقد استهزئ) يقرأ بكسر الدال على أصل التقاء الساكنين، وبضمها على أنه أتبع حركتها حركة التاء لضعف الحاجز بينهما، و (ما) بمعنى الذى، وهو فاعل حاق، و (به) يتعلق ب‍ (يستهزء ون) ومنهم الضمير للرسل فيكون منهم متعلقا بسخروا لقوله " فيسخرون منهم " ويجوز في الكلام سخرت به، ويجوز أن يكون الضمير راجعا إلى المستهزئين فيكون منهم حالا من ضمير الفاعل في سخروا.
قوله تعالى (كيف كان) كيف خبر كان، و (عاقبة) اسمها، ولم يؤنث الفعل لان العاقبة بمعنى المعاد فهو في معنى المذكر، ولان التأنيث غير حقيقى.
قوله تعالى (لمن) من استفهام، و (ما) بمعنى الذى في موضع مبتدإ، ولمن خبره (قل لله) أى قل هو لله (ليجمعنكم) قيل موضعه نصب بدلا من للرحمة وقيل لاموضع له بل هو مستأنف واللام فيه جواب قسم محذوف وقع كتب موقعه (لاريب فيه) قد ذكر في آل عمران والنساء (الذين خسروا) مبتدأ (فهم) مبتدأ ثان، و (لايؤمنون) خبره، والثانى وخبره خبر الاول، ودخلت الفاء لما في الذين من معنى الشرط.
وقال الاخفش: للذين خسروا: بدل من المنصوب في ليجمعنكم، وهو بعيد لان ضمير المتكلم والمخاطب لايبدل منهما لوضوحهما غاية الوضوح، وغيرهما دونهما في ذلك.
قوله تعالى (أغير الله) مفعول أول (أتخذ) و (وليا) الثانى، ويجوز أن يكون أتخذ متعديا إلى واحد وهو ولى، وغير الله صفة له قدمت عليه فصارت حالا ولايجوز أن تكون غير هنا استثناء (فاطر السموات) يقرأ بالجر وهو المشهور، وجره على البدل من اسم الله، وقرئ شاذا بالنصب وهو بدل من ولى، والمعنى
[٢٣٧]


الصفحة التالية
Icon