قوله تعالى (قد نعلم) أى قد علمنا، فالمستقبل بمعنى الماضى (لايكذبونك) يقرأ بالتشديد على معنى لاينسبونك إلى الكذب، أى قبل دعواك النبوة، بل كانوا يعرفونه بالامانة والصدق، ويقرأ بالتخفيف وفيه وجهان: أحدهما هو في معنى المشدد، يقال أكذبته وكذبته إذا نسبته إلى الكذب. والثانى لايجدونك كذبا يقال: أكذبته إذا أصبته، كذلك كقولك: أحمدته إذا أصبته محمودا (بآيات الله) الباء تتعلق ب‍ (يجحدون) وقيل تتعلق بالظالمين كقوله تعالى " وآيتنا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها ".
قوله تعالى (من قبلك) لايجوز أن يكون صفة لرسل لانه زمان، والجثة لاتوصف بالزمان وإنما هى متعلقة بكذبت (وأوذوا) يجوز أن يكون معطوفا على كذبوا، فتكون (حتى) متعلقة بصبروا، ويجوز أن يكون الوقف تم على كذبوا، ثم أستأنف فقال: وأوذوا، فتتعلق حتى به، والاول أقوى (ولقد جاء ك) فاعل جاء ك مضمر فيه، قيل المضمر المجئ، وقيل المضمر النبأء، ودل عليه ذكر الرسل لان من ضرورة الرسل الرسالة وهى نبأء، وعلى كلا الوجهين يكون (من نبإ المرسلين) حالا من ضمير الفاعل، والتقدير: من جنس نبأ المرسلين، وأجاز الاخفش أن تكون من زائدة والفاعل نبأ المرسلين وسيبويه لايجيز زيادتها في الواجب ولايجوز عند الجميع أن تكون من صفة لمحذوف لان الفاعل لايحذف، وحرف الجر إذا لم يكن زائدا لم يصح أن يكون فاعلا لان حرف الجر يعدى، وكل فعل يعمل في الفاعل بغير معد، ونبأ المرسلين بمعنى إنبائهم، ويدل على ذلك قوله تعالى " نقص عليك من أنباء الرسل ".
قوله تعالى (وإن كان كبر عليك) جواب إن هذه (فإن استطعت) فالشرط الثانى جواب الاول.
وجواب الشرط الثانى محذوف تقديره: فافعل، وحذف لظهور معناه وطول الكلام (في الارض) صفة لنفق، ويجوز أن يتعلق بتبتغى، ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل: أى وأنت في الارض، ومثله (في السماء).
[٢٤١]


الصفحة التالية
Icon