قوله تعالى (وأقيموا) في تقدير الكلام وجهان: أحدهما هو معطوف على موضع القسط على المعنى: أى أمر ربى فقال اقسطوا وأقيموا، والثانى في الكلام حذف تقديره: فأقبلوا وأقيموا، و (الدين) منصوب بمخلصين، ولايجوز هنا فتح اللام في مخلصين لان ذكر المفعول يمنع من أن لايسمى الفاعل (كما) الكاف نعت لمصدر محذوف: أى (تعودون) عودا كبدئكم (فريقا هدى) فيه وجهان: أحدهما هو منصوب بهدى (وفريقا) الثانى منصوب بفعل محذوف تقديره: وأضل فريقا، ومابعده تفسير للمحذوف، والكلام كله حال من الضمير في تعودون، وقد مع الفعل مرادة تقديره: تعودون قد هدى فريقا وأضل فريقا. والوجه الثانى أن فريقا في الموضعين حال وهدى وصف للاول، و (حق عليهم) وصف للثانى، والتقدير: تعودون فريقين، وقرأ به أبى، ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل، أو لان التأنيث غير حقيقى.
[٢٧٢]
قوله تعالى (عند كل مسجد) ظرف لخذوا، وليس بحال للزينة لان أحدها يكون قبل ذلك، وفى الكلام حذف تقديره: عند قصد كل مسجد.


الصفحة التالية
Icon