قوله تعالى (ياأيها الناس) أى اسم مبهم لوقوعه على كل شئ أتى به في النداء توصلا إلى نداء مافيه الالف واللام إذا كانت " يا " لاتباشر الالف واللام، وبنيت لانها اسم مفرد مقصود وها مقحمة للتنبيه، لان الاصل أن تباشر " يا " الناس، فلما حيل بينهما بأى عوض من ذلك " ها " والناس وصف لاى لابد منه، لانه المنادى في المعنى، ومن هاهنا رفع، ورفعه أن يجعل بدلا من ضمة البناء، وأجاز المازنى نصبه كما يجيز: يازيد الظريف، وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره، والصفة لايلزم ذكرها (من قبلكم) من هنا لابتداء الغاية في الزمان، والتقدير: والذين خلقهم من قبل خلقكم، فحذف الخلق وأقام الضمير مقامه (لعلكم) متعلق في المعنى باعبدوا، أى اعبدوه ليصح منكم رجاء التقوى، والاصل توتقيون، فأبدل من الواو تاء وأدغمت في التاء الاخرى وسكنت الياء ثم حذفت، وقد تقدمت نظائره، فوزنه الآن تفتعون.
قوله تعالى (الذى جعل) هو في موضع نصب بتتقون أو بدل من ربكم، أو صفة مكررة، أو بإضمار أعنى، ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو
[٢٤]


الصفحة التالية
Icon