قوله تعالى (وإذ قال) هو مفعول به تقديره: واذكر إذ قال: وقيل هو خبر مبتدإ محذوف تقديره وابتداء خلقى إذ قال ربك، وقيل إذ زائدة و (للملائكة) مختلف في واحدها وأصلها.
فقال قوم أحدهم في الاصل مألك على مفعل، لانه مشتق من الالوكة وهى الرسالة ومنه قول الشاعر:
وغلام أرسلته أمه * بألوك فبذلنا ماسأل
فالهمزة فاء الكلمة، ثم أخرت فجعلت بعد اللام فقالوا: ملاك.
[٢٨]
قال الشاعر:
فلست لانسى ولكن لملاك * تنزل من جو السماء يصوب
فوزنه الآن معفل والجمع ملائكة على معافلة.
وقال آخرون أصل الكلمة لاك فعين الكلمة همزة، وأصل ملك: ملاك من غير نقل، وعلى كلا القولين ألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت فلما جمعت ردت، فوزنه الآن مفاعلة، وقال آخرون عين الكلمة واو، وهو من لاك يلوك إذا أدار الشئ في فيه، فكأن صاحب الرسالة يديرها في فيه فيكون أصل ملك: ملاك مثل معاذ، ثم حذفت عينه تخفيفا، فيكون أصل ملائكة: ملاوكة، مثل مقاولة، فأبدلت الواو همزة، كما أبدلت واو مصائب.


الصفحة التالية
Icon